التطور التاريخي للجودة

ظهر مفهوم الجودة من زمن بعيد إلا انه لم يظهر كوظيفة رسمية للإدارة إلا في الآونة الأخيرة، إذ اصبح ينظر إلى الجودة في الفكر الإداري الحديث على أنها وظيفة تعادل تماما باقي الوظائف وأصبحت تستحق العناية والانتباه من جانب الإدارة العليا بالمنظمات، وخلال رحلة التطور في الفكر الإداري الحديث فيما يتعلق بإدارة الجودة يمكن ان نلحظ تتابع المداخل المتطورة للجودة عبر تطورها لم تحدث بصورة سريعة مفاجئة للفكر الإداري، او في صورة طفرات لكنها كانت من خلال تطور مستقر وثابت ويمكن تقسيمها إلى أربعة عصور متميزة للجودة وهي:

مرحلة الفحص

كانت تحليلات الجودة تركز فقط على فحص المنتج، وكان القرار الرئيسي السائد خلال تلك الفترة هو القرار الخاص بتحديد متى يتم فحص المنتجات، وماهي عدد المنتجات التي تخضع للفحص وتتضمن عملية الفحص الأنشطة المتعلقة بقياس واختبار وتفتيش المنتج، وتحديد مدى مطابقة المنتج للمواصفات الفنية الموضوعة.

ان عملية فحص المنتج كانت تركز فقط على اكتشاف الأخطاء والقيام بتصحيحها، فالخطأ او العيب قد حصل فعلا، وعملية الفحص اكتشفت ذلك ولكنها لم تقم بمنعه أساسا

مرحلة ضبط الجودة إحصائيا

شهدت هذه المرحلة تحولا حاسما تمثل في استخدام علم الإحصاء في الرقابة على الجودة، فقد أدركت الشركات الصناعية بأن القيام بنشاط الفحص اصبح غير كاف، وأنما عليها البحث عن أساليب اكثر تأثير ليصبح المنتوج بمستوى الجودة المرغوب، فكان التغيير باتجاه السيطرة على الجودة إحصائيا مثل لوحات السيطرة وعينات القبول بدل من الفحص الشامل لتحليل عملية التشغيل ومخرتها

مرحلة تأكيد الجودة:

تركز هذه المرحلة على توجيه كافة الجهود للوقاية من حدوث الأخطاء، وبالتالي وصفت المرحلة بأنها تعتمد على نظام أنظمة منع وقوع الأخطاء من البداية فإيجاد حل لمشكلة عدم مطابقة المواصفات ليست طريقة فعالة، حيث الأفضل من ذلك هو منع وقوع المشكلة أصلا، والقضاء على أسبابها من البداية، وتتضمن عملية تأكيد الجودة كافة الإجراءات لتوفير الثقة بأن المنتج او العملية تفي بمتطلبات الجودة.

ومما سبق فإن أسلوب تفكير الإدارة ينبغي ان يتغير ليطور فلسفة رقابية و تعتمد على الوقاية بدلا من الفحص واكتشاف الأخطاء بعد فوات الأوان.

ان تأكيد الجودة مرحلة تشمل بمنظورها عملية التخطيط للجودة بالإضافة الى دراسة تكاليف الجودة، ومقارنتها بالفوائد الممكن تحصيلها من تطبيق نظام الجودة

مرحلة الجودة الشاملة

بدأ مفهوم إدارة الجودة الشاملة بالظهور في الثمانينات من القرن العشرين، حيث يتضمن هذا المفهوم جودة العمليات بالإضافة إلى جودة المنتج، ويركز على العمل الجماعي وتشجيع مشاركة العاملين واندماجهم، بالإضافة الى التركيز على العملاء ومشاركة الموردين.