رمز المرأة

تشكل المرأة رمزا في شعر الصوفية له قيمته الفنية من خلال توظيفه كشكل أنثوي مشرب بأبعاد إلهية، ويوضح الدكتور عاطف جودة نصر هذا بقوله: "تظهرنا دراسة ما خلق الصوفية من تراث شعري وتأملات ثيوصوفية، وما حفلت به بعض مذاهب الشيعة من اتجاهات عرفانية على تصور المرأة بوصفها رمزا لجوهر أنثوي أشرب طبيعة طبيعية إلهية مبدعة"[1]

ومنه قول ابن الفارض:

وأبثثتها ما بي ولم يك حاضري

رقيب بقا حظ بخلوة جلوة

وقلت وحالي بالصبابة شاهدي

ووجدي بها ماحِيّ والفقد مثبتي

هبي قبل يفني الحبّ منّي بقية

أراك بها لي نظرة المتلفّت

إلى قوله:

فلو قيل من تهوى؟ وصرحت باسمها

لقيل: كنى، أو مسّه طيف جنّة

ويعلق الدكتور إبراهيم محمد منصور على هذه الرمزية، بقوله: "أما ابن الفارض فقد استخدم رمز المرأة بطريقة بعيدة عن الحسية، فللمعشوقة، وهي الذات الإلهية، صفات بشرية وصفات أخرى روحية، وغالبا ما يشار إليها بضمير الغائبة أو بضمير المخاطبة، فصورة المحبوبة في هذه القصيدة صورة رمزية سامية، بعيدة عن الحسية، وهي أجلّ من أن يسميها لأنه لو سمّاها، إما يصدقه أحد أو أن يتهم بالجنون"؛ وبهذا عدت المرأة معادلا موضوعيا عند شعراء الصوفية، ورمزا يعبرون به عن حبهم الإلهي.

كنية الشاعر الصوفي الشهير ابن الفارض