مقدمة
لا يمكننا فهم العالم والوجود إلا بواسطة ما نمتلكه عنهما من لغة، وتقوم العملية الإبداعية بإنتاجيتها النصية بدور الوساطة بين الذات المبدعة والعالم، من خلال وسيط عالم اللغة. وعندما يتحول العالم إلى نص تتصاعد الرمزية وتتكثف الإشارية، لأن طرق التمثيل لهذا العالم متعددة ولا نهائية، وخاضعة لعمليات خاصة بالذات المبدعة، وبالتالي، فالنص يتحول إلى كائن يقول وكذا يعبر عن كينونته الخاصة، وهي كينونة العالم الذي تحمله لغته، فعبر الرمزية يتم الجدل المثمر بين الكتابة والقراءة، الكتابة تثبت تمثلات العالم وتكثرها عبر الرمز، والقراءة تقوم بفك الرموز. والأساليب الصوفية في الكتابة تتوشح بخصائص رمزية تتجاوز لغة الشعر المعهودة؛ إذ تمنحها دلالات أخرى، ومن هنا يمكن القول أن اللغة الرمزية الصوفية لها جماليات خاصة تميزها عن غيرها.