اهداف المحور.
1- التعرف على معنى الثورة الصناعية وتحديد أسباب قيامها في بريطانيا.
2- استعراض أهم المراحل التي مرت بها الثورة الصناعية ووصف أهم مظاهرها.
3- استخلاص أهم النتائج الاقتصادية والاجتماعية لهذه الثورة.
مقدمة
إن ما نعيشه اليوم في جميع مجالات الحياة مرتبط
ارتباطا وثيقا بوقائع حدثت في قرون مضت، فجلوسنا أمام التلفاز أو الكمبيوتر
أو هواتفنا الذكية وكذا سفرنا لمسافات بعيدة في مدة زمنية قصيرة
..........إلخ ، لم يكن وليد صدفة إنما يعود لسلسلة وقائع وظواهر شهدها
العالم سابقا ولعل أهمها الثورة الصناعية.
هذه الثورة الصناعية حدثت
تقريبا في نفس الفترة الزمنية التي حدثت فيها الثورات الأمريكية والفرنسية
وثورات أمريكا اللاتينية أي (في الفترة الممتدة ما بين 1750م و 1850م) ،
فإن كانت هذه الأخيرة (الثورات) غيرت الحدود الجغرافية للبلدان وظهرت دول
وأعلام جديدة ........ إلخ، فإن الثورة الصناعية غيرت ما لم تستطع البشرية
تغييره لمدة تزيد عن 17ق، فطوال هذه الفترة لم يتغير الكثير في طريقة توفير
مصادر الماء أو في طريقة الحصول على الملابس, فقد كان الإنسان سابقا يعيش
بالقرب من المساحة الزراعية التي توفر له مصدر عيشه كما كان التعليم ميزة
وليس حق وعلى مدى آلاف السنين لم يتمكن الإنسان من السفر بسرعة أكبر من
سرعة الحصان ...إلخ ، فتوفر الكهرباء في بيوتنا، استهلاكنا لفواكه خارج
موسم جنيها، استعمالنا للسيارات، توفر الأدوية....... إلخ . ، يعود للثورة
الصناعية التي عرفتها إنجلترا في النصف الثاني من القرن 18م
1. فما هو مفهوم الثورة الصناعية، ما هي العوامل التي ساهمت في ظهورها، أهم مظاهرها و نتائجها?
تعتبر
الثورة الصناعية من أهم الثورات والأحداث التاريخية التي عرفها المجتمع
الأوروبي ظهرت في انكليترا خلال القرن 19، مثلت أول ثورة صناعية حقيقية
تعيشها البشرية تجلت في هيئة عدد من الاختراعات التقنية والتي انعكست بشكل
عميق على مختلف القطاعات الاقتصادية وعلى حياة المجتمع الإنجليزي بصفة
عامة.
يمكن تعريفها على أنها سلسلة من التغيرات التي حدثت على أساليب
الصناعة بحيث أصبح الإنسان يستخدم الآلات مكان الأيدي العاملة في الإنتاج
الصناعي و كذلك الزراعي إلا أن الاهتمام الأكبر حظيت به الصناعة فتراجعت
مكانة الأرض و كذا قيمتها الاستثمارية و تحول اقتصاد المتجمعات من اقتصاد
يعتمد على الزراعة والحرف إلى اقتصاد يعتمد أساسا على الصناعة والمكننة في
عملية الإنتاج وذلك على نطاق واسع، الأمر الذي سمح بظهور مدن صناعية وتوسع
أخرى، كما برزت طبقات جديدة وتقنيات حديثة لم يعرفها المتجمع من قبل وفيما
يلي بعض التعريفات للثورة الصناعية:
الفرنسي (Mantoux.P): هي تلك
التغيرات العميقة التي حولت تدريجيا المجتمعات التقليدية ذات الطابع
الزراعي إلى مجتمعات صناعية يغلب عليها النشاط الصناعي.
(Hayes):
عرفها بأنها تغير جوهري أو سلسلة من التغيرات الأساسية في طريق الصناعة
نقلت الجماهير من الحرف الزراعية الموروثة إلى أساليب جديدة في العمل
والسفر والمعيشة بحيث تشمل التصنيع من جميع النواحي تقريبا.
تمكنت
الثورة الصناعية من تعويض القوة العضلية للإنسان بالآلة، كذلك عوضت الورشة
الصغيرة بنظام المعمل الخاضع لنظام محكم ومنظم، كما أحدثت تغيير على مستوى
العملات النقدية وكذا القروض.
1-2/انتقال الثورة الصناعية إلى باقي دول العالم الرأسمالي
انتقل
هذا الانقلاب الجذري الذي مس القطاع الصناعي والحرفي في أوروبا بين
(1760–1830)، من إنجلترا إلى دول أوروبا الغربية وباقي بلدان العالم
الرأسمالي، فغير بذلك البنية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والفكرية،
وحرر الإنسان من قيود النظام الفيودالي وفتح أمامه أفاقا للخلق والإبداع،
وهذا ما جعل البعض يسمي الثورة الصناعية( أكبر انتقال في تاريخ البشرية بعد
الانتقال الأول الذي عرفه الإنسان في مرحلة القنص والالتقاط في العصر
الحجري الحديث إلى مرحلة الزراعة وتربية الحيوانات والاستقرار).
عندما
نتحدث عن الثورة الصناعية نلاحظ ارتباطها ارتباطا وثيقا بالقرن 19م، إلا
أن الفضل في حدوثها في هذه الحقبة يعود إلى ما عرفه القرن 18م من إنجازات
علمية، ساهمت في نمو الإنتاج في القرن الذي يليه (ق19 م),
هناك عدة عوامل جعلت بريطانيا تشهد بزوغ الثورة الصناعية قبل غيرها من الدول الأوروبية, هذه العوامل يمكن سردها فيما يلي:
a/العامل السكاني
كان
عدد سكان انكليترا في أواخر القرن 18 و بداية القرن 19 قليلا, و بما أن
الصناعة تحتاج إلى يد عاملة فقد شجعت الحكومة البريطانية الاختراعات و صنع
الآلات الإنتاجية لتعويض النقص الذي كانت تعاني منه الصناعة من يد عاملة.
إلا انه هناك علماء آخرون يقرون بأنه في النصف الثاني من القرن 18 عرفت
بريطانيا انخفاضا في نسبة الوفيات و بالتالي ارتفاع في النمو الديمغرافي و
هذا ما كانت الصناعة بحاجة إليه:
- فمن جهة توفر اليد العاملة من
شانه سد طلبات الصناعة وبالتالي زيادة التقدم الصناعي و التقني. ثم و من
جهة أخرى هذا النمو الديمغرافي يخلق زيادة الطلب على المنتوجات المطلوبة و
تنويعها ما يعطي دفعة قوية لتشجيع البحث العلمي و زيادة التقدم الصناعي.
b/توفرها على رؤوس الأموال
بحيث ظهرت طبقة ذوي رؤوس أموال كبيرة (مكونة أساسا من أسبقية بريطانيا إلى
التجارة الخارجية)عملت على تمويل المخترعات والأبحاث والاستمرار في توسيع
المشروعات الصناعية و الرفع من إنتاج السلع, إضافة إلى إنشاء بنك انكليترا
سنة 1664م, و بالتالي سهولة الادخار و تقديم القروض من اجل تمويل المشاريع
الصناعية.
c/نشاط التجارة الخارجية لانكليترا
فقد عملت الكشوفات الجغرافية على توسيع السوق العالمي و الذي استفادت منه
بريطانيا بشكل كبير في توسيع تجارتها الداخلية و الخارجية, فاتساع السوق
أمام المنتجات الانكليزية رافقه تسهيل مد البلد بالمواد الخام و المواد
الغذائية القادمة من خارج بريطانيا, كما ساهم التقدم في وسائل النقل البرية
و البحرية في تراكم رؤوس الأموال في يد التجار و الصناع الانكليز. شكلت
هذه العوامل الأربعة (اتساع السوق وفرة المواد الخام, التقدم وسائل النقل,
تراكم رؤوس الأموال الناتجة عن ازدهار التجارة الخارجية لبريطانيا) احد
الأسباب التي جعلت الثورة الصناعية تظهر في هدا البلد.
d/وفرة المواد الخام
فاتساع الإمبراطورية البريطانية امن لها مواد خام بكثرة (خاصة الفحم مع
سهولة استخراجه لقربه من سطح الأرض الأمر الذي ساعد على قيام الصناعة بها,
كما صار لديها أسواق استهلاكية واسعة لتسويق منتجاتها الصناعية.
e/الاستقرار السياسي
عرفت
بريطانيا سنة 1688م اندلاع ثورة عرفت باسم الثورة المجيدة أو الجليلة»
ساهمت بشكل كبير في عودة الاستقرار السياسي للبلاد ما جعل بريطانيا تبتعد
عن التقلبات السياسية التي يمكن أن تعرقل مسار الثورة الصناعية في وقت كانت
فيه الدول الأوروبية و على رأسها فرنسا مشغولة بالحروب النابليونية و التي
تأثرت بها اغلب بلدان أوروبا و ذلك بين [1789–1815] و التي انتهت بانعقاد
مؤتمر فرساي الذي وضع حدا لتوسعات نابليون.
هدا الاستقرار في الأوضاع
الأمنية بعد ثورة 1688م جعل انكليترا تتمتع بعهود من الطمأنينة و الأمن
الداخلي ما هيآ لها مناخا ملائما لتتطور اقتصاديا فانتعش المناخ الاستثماري
بها, كما قامت بعدة إصلاحات من اجل توحيد السوق الاقتصادية, كذلك أحدثت
إصلاحات دستورية أبرزها وثيقة إعلان الحقوق التي سمحت بالحد من طغيان
الملكية وفتحت الأبواب أمام الطبقات الميسورة لمزاولة نشاطها الاقتصادي
الأمر الذي أعطى الأسبقية لبريطانيا بتدشين هذا الحدث التاريخي.
f/سياسة الحرية الاقتصادية
اتسمت الفترة الممهدة لقيام الثورة الصناعية ببريطانيا بتنامي أفكار فلسفية
و اقتصادية تنادي و ترفع شعارات "حرية العمل, حرية الإنتاج و حرية
الاستهلاك" و كان رائد هذا الفكر ريكاردو و أدام سميث فتأثرت بريطانيا بهذا
الفكر ما جعلها تترك الباب مفتوح للأفراد للدخول في ميادين الإنتاج
المختلفة - متخلية بذلك على ما نادت إليه المدرسة التجارية سابقا - فاتبعت
الحكومة "سياسة تخفيض الضرائب على رؤوس الأموال الموظفة في الصناعة" كما عملت على حماية حقوق الاختراع.
عرفت القارة الأوروبية خاصة والعالم عامة ثلاث ثورات صناعية على الأقل منذ نهاية القرن الثامن عشر.
ا/الثورة الصناعية الأولى (أواخر القرن 18م)
وسميت كذلك بعصر المكننة مع إدخال الآلة ( المحرك البخاري) والفحم، وبعد
ذلك ظهرت السكك الحديدية التي عوضت التنقل باستعمال الخيول، و من ثم تم
إدخال المحرك الانفجاري (ذو الاحتراق الداخلي) بديلا عن المحرك البخاري.
كما ظهرت المصانع ورشات عمل........إلخ ما سمح باستعمال المكينة في عملية
الإنتاج لأول مرة و اتسمت هذه المرحلة بدفع التغيير الاجتماعي ليتزامن مع
تزايد تحضر الناس.
ب/الثورة الصناعية الثانية (نهاية القرن 19م)
انطلقت هذه المرحلة أواخر القرن 19م حتى بداية القرن 20م خاصة بعد اكتشاف
الكهرباء من قبل العالم الأمريكي توماس إديسون سنة 1880م، ثم بعد ذلك تعززت
المرحلة بتحسين المكننة. مع إدخال محرك الاحتراق والنفط الذي لعب دورا
كبيرا في تطوير الصناعة الكيميائية والمنتجات البتروكيماوية (البلاستيك،
المطاط وغيرها), السيارات(بإنشاء المصانع الكبيرة و استخدام الطرق
الفوردية} .....إلخ الأمر الذي أدى إلى تضخم الإنتاج.
ج/الثورة الصناعية الثالثة (منذ 1960م)
تزامنت مع الدخول في عصر الأوتوماتيكية وذلك بإدخال تكنولوجيا المعلومات
والروبوتات والطاقة المتجددة. وفيما يلي تسلسل الثورات الصناعية التي
عرفتها البشرية.
4/مظاهر الثورة الصناعية
تتجلى مظاهر الثورة الصناعية في تلك الانطلاقة القوية التي عرفها النمو
الاقتصادي في شكل عملية تراكمية من النمو المتزامن للسكان و الإنتاج و دخل
الفرد, و يرجع الفضل في ذلك إلى حجم وعدد الاختراعات, سرعة انتشارها و
النمو التراكمي لمكاسب الإنتاجية خاصة بالنسبة للإنتاج الصناعي, و من أهم
هذه المظاهر:
- ازدهار صناعة الغزل و النسيج
- اختراع الآلة البخارية
- ظهور نظام المصانع
- سهولة استخراج الفحم والحديد وتطور صناعة التعدين
- تطور المحركات واستخدام البترول والكهرباء
- نمو التجارة الخارجية
- كبر حجم المشروعات
- ظهور الاتجاهات الاحتكارية في الصناعة (الكارتل و الترست)
- تمركز السكان في المدن
- زيادة ثروات الدول الصناعية: ساهمت الثورة الصناعية بجعل دول أوروبا
تتمتع بمقدرة إنتاجية عالية, ما سمح لها برفع إرباحها و تضاعف مداخليها,
إضافة إلى زيادات كبيرة في إيراداتها الناتجة من الضرائب و غيرها, فأصبحت
ميزانياتها ذات أهمية كبيرة تتمتع بقوة التأثير على الأوضاع الاقتصادية و
الاجتماعية.
2- التطور الاقتصادي و ازدهار التجارة الخارجية: ساهم نظام المصانع بزيادة حجم الإنتاج و اتساع نشاط التجارة الخارجية.
3-
تطور الزراعة و زيادة حجم الإنتاج كونها أصبحت تلجا إلى الاستعمال المكثف
للآلات و المبيدات و الأسمدة التي وفرتها لها الصناعة فتحول الإنتاج
الزراعي من إنتاج معيشي مخصص لاستهلاك المزارع و عائلته, إلى إنتاج زراعي
موجه إلى السوق, لذلك تم تامين أسواق خارجية لتصدير الفائض, كما تحولت
الزراعة إلى عنصر فعال في تطوير القطاع الصناعي..
4-تحسين وسائل المواصلات العالمية و تنوعها و سرعتها.
5-زيادة
أهمية دور رؤوس الأموال بحيث فتحت الثورة الصناعية المجال أمام أصحاب رؤوس
الأموال للتدخل في العمل السياسي والأوضاع الاقتصادية.
1-ارتفاع مستوى المعيشة: و ذلك ناتج عن رفع مستوى أجور العمال و ازدياد
الإنتاج الصناعي بصورة ملحوظة و يعود الفضل في ذلك إلى تطور المعدات
والآلات بالاعتماد على التقنيات الحديثة.
2-زيادة أعداد السكان في
المدن الصناعية: نتيجة لجهرة العمال الزراعيين من الريف إلى المدن للسعي
وراء فرص العمل التي وفرتها الصناعات الجديدة فتضخمت المدن بشكل هائل كما
ساهمت قلة عدد الوفيات نتيجة انتشار العلاج و الأدوية في ازدياد أعداد سكان
المدن.
3- ظهور طبقات جديدة في المجتمعات الصناعية: و هما طبقة
العمال والطبقة الرأسمالية عززت الثورة الصناعية ظهور طبقات أصحاب العمل
وطبقة العمال فقد مكنت الثورة الصناعية الفئة الأولى من أصحاب العمل والمهن
من السيطرة على أغلب القطاعات الاقتصادية والتجارية والصناعية مما أدى إلى
تفاوت ملحوظ بين أفراد المجتمع خاصة بعد ازدياد الهجرة من الأرياف إلى
المدن.
4-ظهور خلافات بين العمال و أصحاب الأعمال: فقد أدى نظام
المصانع إلى تجمع العمال في حرفة واحدة, الأمر الذي أعطى لهم قوة «فبدأو
يناقشون و يطالبون بزيادة أجورهم وتحسين شروط العمل, مما دعي إلى تكوين
النقابات العمالية»
4 .
هذا الصراع الطبقي بين طبقة البروليتاريا ( طبقة
العمال) و الطبقة البرجوازية ( طبقة أصحاب المصانع) التي تراكمت في يدها
رؤوس الأموال ظهر خاصة في بريطانيا التي كانت فيها الأجور منخفضة بسبب سعي
رجال الأعمال وراء تحقيق أرباح عالية على حساب العمال.
5 - انتشار
التعليم بشكل واسع: رافق الثورة الصناعية انتعاش في الثقافة و قدرة العقل
البشري على التفكير و التطور ما أدى إلى تشجيع انتشار العلم على نطاق واسع و
بالتالي الارتقاء في مستوى الوعي لدى الأفراد.
6- التوسع في نشاط
الحركة الاستعمارية: أدى التطور الاقتصادي الناتج عن الثورة الصناعية والذي
عرفته أوروبا خاصة إلى اشتداد المنافسة بين الدول الصناعية وكذا خلق
تناقضات سياسية بين الدول في سعيها للسيطرة على المصادر الرئيسية للمواد
الخام و الطاقة وعلى الأسواق العالمية وطرق المواصلات حول العالم فصارت
الدول الأوروبية تتجه نحو التصنيع الحربي (التسليح) الأمر الذي أشعل نيران
الحربين العالميتين.
7- الفكر الشيوعي: على الصعيد الثقافي أدت
الثورة الصناعية إلى ظهور الفكر الشيوعي، فالظروف المعيشية التي ترتبت على
الثورة الصناعية ساهمت في ظهور الماركسية والدعوة لمجتمع أكثر إنسانية ما
أدى إلى وقوع الثورة البلشفية في أكتوبر 1917 م وبالتالي دخول الشيوعية إلى
الاتحاد السوفياتي.
6/خاتمة
هكذا يتضح أن الثورة الصناعية جاءت انطلاقا من إنكلترا لتساهم في تطور
النظام الاقتصادي الأوروبي و الانتقال به من مرحلة الرأسمالية التجارية إلى
مرحلة الرأسمالية الصناعية, فبالرغم من النتائج الايجابية التي حققتها إلا
أنها سببت موجة استعمارية في القرن 19 عرفت بمرحلة الامبريالية الجديدة
بحثا عن أسواق خارجية لتسويق الفائض في منتجاتها الصناعية وكذلك من باب
البحث عن مصادر جديدة للمواد الأولية التي تمول الصناعات الأوروبية.