مخطط الموضوع
- عام
- د. سليم مزهود/ أبنية المصادر 1 و2
- الدكتور سليم مزهود/ المصدر الميمي، الهيئة، الصناعي، التذكير والتأنيث، التثنية والجمع السالم(3و4 و5 و6)
الدكتور سليم مزهود/ المصدر الميمي، الهيئة، الصناعي، التذكير والتأنيث، التثنية والجمع السالم(3و4 و5 و6)
أولا: كلتا الجنتين ، والجنتان كلتاهما:
{كِلْتَا ٱلْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَهَا..}
محمول على لفظ كِلتا، وأجاز النحويون في غير القرآن الحمل على المعنى، وأن تقولَ كلتا الجنتين آتتا أكلهما؛ لأن المعنى الجنتان كلتاهما آتتا أكلهما، وأجاز الفراء كلتا الجنتين آتى أكلَهُ قال: لأن المعنى أُكُلَ الجنتين، أُوْكُلُّ الجنتين. وفي قراءة عبد الله {كُلُّ الجنتين أَتى أكلَهُ}. والمعنى عند الفراء على هذا كل شيء من ثمر الجنتين آتى أكله قال: ومن العرب من يُفرِدُ وَاحِدَ كِلتَا، وهو يريد التثنية، وأنشد:
* في كِلْتِ رِجلَيها سُلاَمَيْ وَاحِدِهِ *
قال أبو جعفر: يقول الخليل وسيبويه رحمها الله: جاءني كِلاَ الرجلين، ورأيتُ كِلاَ الرجلين، ومررت بكلا الرجلين، كلّه بألف في اللفظ، وقال غيرهما إلا أنه يكتب في موضع الخفض والنصب؛ لأنه يقال: رأيت كليهما، ومررت بكليهما.كتاب الفراء
وقوله: {كِلْتَا ٱلْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَهَا...(33)}
ولم يقل: آتتا. وذلك أن (كلتا) ثنتان لا يُفرد واحدتهما، وأصله كُلّ كما تقول للثلاثة: كلّ: فكان القضاء أن يكون للثنتين ما كان للجمع، لا أن يفرد للواحدة شىء فجاز توحيده 104 ب على مذهب كلّ. وتأنيثُه جائز للتأنيث الذى ظهر فى كِلْتا. وكذلك فافعل بكلتا وكِلاَ وكُلّ إذا أضفتهنّ إلى مَعرفة وجاء الفعل بعدهن، فاجمع ووحِّد. من التوحيد قوله {وكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ القِيَامَةِ فَرْداً} ومن الجمع {وكُلٌّ أَتَوهُ دَاخِرِين} و (آتوه) مثله. وهو كثير فى القرآن وَسائر الكلام. قال الشاعر:
وكلتاهما قد خُطّ لى فى صَحيفتى * فلا العَيْشُ أهواه ولا الموت أرْوح
وقد تفرِد العرب إحدى كلتا وهم يذهبون بإفرادهَا إلى اثنتيها، أنشدنى بعضهم.
فى كِلت رجليهَا سُلاَمَى واحده * كلتاهما مقرونة بزائده
يريد بكلت كلتا.
والعرب تفعَل ذلك أيضاً فى (أىّ) فيؤنثونَ ويذكِّرونَ، والمعنى التأنيث، من ذلكَ قول الله تبارك وتعالىَ {وَمَا تَدْرِى نَفْسٌ بِأَىِّ أَرْضٍ تَمُوتُ} ويجوز فى الكلام بأيَّة أرض. ومثله {فى أَىِّ صُورة} يجوز فى الكلام فى أيَّة صورة. وقال الشاعر:
بأىّ بلاء أمْ بأيَّة نعمة * يقدَّم قبلى مُسلم والمُهَلَّب
ويجوز أيّتهُما قال ذاك. وقالت ذاكَ أجود. فتذكّر وقد أدخلت الهاء، تتوهّم أنّ الهاء سَاقطة إذا جاز للتأنيث {بأىّ أرضٍ تَمُوتُ} وكذلك يجوز أن تقول للاثنتين: كلاهما وكلتاهما قال الشاعر:
كلا عقِبيه قد تشعّبَ رَأسُهَا * من الضرب فى جَنْبَىْ ثَفَالٍ مباشر
الثفال: البعير البطىء.
فإن قال قائل: إنما استجزتَ توحيد (كلتا) لأن الواحد منهما لا يُفرد فهل تجيز: الاثنتان قام وتوحّد، وَالاثنان قام إذْ لم يفرَد له واحد؟
قلت: إن الاثنين بُنيا على واحد ولم يُبن (كِلاَ) على واحد، ألا ترى أن قولك: قام عبدُالله كلُّه خطأ، وأنك تجد معنى الاثنين على واحد كمعنى الثلاثة وزيادات العدد، ولا يجوز إلا أن تقول: الاثنان قاما والاثنتان قامَتَا.
وهى فى قراءة عبدالله.
* كُلّ الجنتين آتى أُكُله *
ومعناه كلّ شىء من ثمر الجنتين آتى أكله. ولو أراد جمع الثنتين ولم يرد كل الثمر لم يجز إلاَّ كلتاهما، ألا تَرَى أنك لا تقول: قامت المرأتان كلهما، لأن (كل) لا تصلح لإحدى المرأتين وتصلح لإحدى الجنَّتين. فقِس عَلى هَاتين كل ما يتبعِّض مما يقسم أوْ لا يُقسْم.
وقوله {وَفَجَّرْنَا خِلالَهُمَا نَهَراً} يقال: كيف جَاز التَّشديد وإنما النهر واحد؟ قلت: لأن النهر يمتدّ حتى صار التفجر كأنه فيه كلّه فالتخفيف فيه والتثقيل جائزان. ومثله {حتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الأَرْضِ يَنْبُوعاً} يثقّل ويخفّف.ثانيا: (قال نسوة) وقالت نسوة:
تذكير الفعل يستعمل مع جمع التّكسير ليفيد القِلّة كما جاء في الآية في سورة يوسف (وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَن نَّفْسِهِ قَدْ شَغَفَهَا حُبّاً إِنَّا لَنَرَاهَا فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ )لأنّ النسوة كنّ قِلّة وهذا بخلاف تأنيث الفعل فإنّه يفيد الكثرة كما قال تعالى في آية أخرى في سورة الحجرات (قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا) (قالت) تفيد الكثرة هنا لأنّ الأعراب كثرة وفيهم قبائل متعدّدة فتاء التّأنيث في الفعل تفيد التّكثير..إذًا..تذكير الفعل يفيد القلّةتأنيث الفعل يفيد الكثرة<<مع جمع التكسير تحديداً ..>>
- الدكتور سليم مزهود/ الجزء الثاني من علم الصرف، الدروس المتبقية
- الموضوع 4
- الموضوع 5