Aperçu des sections
Section 1
بطاقة فنية حول المقياس
أستاذة المقياس: رجاء بن ربيعة
الإيميل: benragaze14@gmail.com
المقياس تكنولوجيا الاعلام والاتصال الجديدة لطلبة ماستر القانون العقاري
السداسي الثاني
الرصيد: 03
المعامل: 01
محاور المقياس:
- مفاهيم عامة حول تكنولوجيا الاعلام والاتصال الجديدة: المفهوم، عناصر العملية الاتصالية...
- تكنولوجيا الاتصال عن بعد ( السلكية واللاسلكية)
- تطبيقات تكنولوجيا الاعلام والاتصال الجديدة كبدائل للتطبيق العادي للمعاملات القانونية( المعاملات التجارية، المعاملات المدنية....)
- التبليغ الالكتروني
التحكيم الالكترونيSection 2
المحاضرة الأولى:
من الضروري الإشارة إلى أن مفهوم تكنولوجيا الإعلام والاتصال ورمزه(TIC/ICTs ) ليس مفهوما وحيد المعنى، فهو من اهتمام عدة تخصصات : الرياضيات، الإعلام الآلي، الاتصال، الأدب، علم الاجتماع ، علم النفس ، الفلسفة، هندسة الاتصالات... ولقد ظهر مفهومه في ثمانينيات القرن الماضي في الولايات المتحدة الأمريكية باسم مصطلح "تكنولوجيا الإعلام" (Technologies Information) أو IT الناتج عن دمج الحواسيب بالخطوط الهاتفية، ثم في اليابان باسم الكمبيوتر والاتصال (computer & communication) ثم عرف لاحقا في أوربا باسم (Télématique ) باجتماع المصطلحين Informatique Telecommunication et،أي الاتصالات عن بعد والإعلام الآلي، وأخيرا وبعد تأثير من علوم الإعلام والاتصال، شاع في أوربا المصطلح الحالي TIC/CIT
2- المفاهيم الاصطلاحية لتكنولوجيا الإعلام والاتصال
ü تعريف التكنولوجيا:
• لغة: كلمة تكنولوجيا من منظور لغويّ هي كلمة ذات أصل أعجميّ يونانيّ Technology ترجمت إلى اللّغة العربيّة، تتكوّن من كلمتين هما: Techno والتّي ترجمت إلى أكثر من كلمة في اللّغة العربيّة منها التّقنيّة، الوسيلة، الصّنعة، الفنّ، التّطبيق، وكلمة Logy التّي ترجمة إلى كلتي العلم والدّراسة في اللّغة العربيّة، وعليه يمكن القول أنّ مصطلح تكنولوجيا في اللّغة العربيّة حسب معظم الدّراسات يعني علم التّقنيّة أو علم الوسيلة.
إصطلاحا: هي عملية شاملة تقوم بتطبيق العلوم والمعارف التقنية بشكل منظم في ميادين عدة قصد إشباع الحاجات البشريّة".
يقصد بها المعرفة المنهجية للتقنية وهي مجموعة المعارف العلمية والتقنية التي يجب أن نتحكم بها من أجل تشكيل الأهداف، فالتكنولوجيا تتطور وفق تطور العلوم والتقنيات.إذن فهي في حالة تغيُّر مُستمر.
ü تعريف الإعلام:
لغة: وهو الإخبار، أعلم فلان بالخبر أي أخبره به. أي إيصال الخبر أو المعلومة إلى شخص آخر ممّا يجعله عالما بها.
إصطلاحا: عرّف المشرّع الجزائريّ الإعلام من خلال نصّ المادّة 30 من القانون العضوي رقم 30-21
المتعلّق بالإعلام، حيث جاء فيها: "يقصد بأنشطة الإعلام، في مفهوم هذا القانون العضوي، كلّ
نشر أو بثّ لوقائع أحداث أو رسائل أو آراء أو أفكار أو معارف، عبر أيّة وسيلة مكتوبة أو مسموعة أو متلفزة أو إلكترونيّة، وتكون موجّهة للجمهور أو لفئة منه".
وبالتالي يمكن تعريف الإعلام بأنه تلك العملية الإعلامية التي تبدأ بمعرفة المخبر بمعلومات ذات أهمية، أي معلومات جديرة بالنشر والنقل ثم تتوالى مراحلها والتي تتمثل فيما يلي:
_ تجميع المعلومات من مصدرها.
_ التعاطي مع المعلومات وتحريرها.
_ نشرها وإطلاقها أو إرسالها عبر وسائل الاتصال صحيفة أو وكالة أو إذاعة أو محطة أو وسيط إلكتروني أو أية وسيلة أخرى بغية نشرها للجمهور.
ü تعريف الاتصال:
لغة: كلمة مشتقة من فعل وصل الذي يعني الربط بين كائنين أو شخصين. وهو عملية التفاعل بين مرسل ومرسل إليه بواسطة وسيلة حديثة.
اصطلاحا: "هو العمليّة إو الطّريقة التّي يتمّ من خلالها انتقال المعرفة من شخص لآخر حتّى تصبح مشاعا ينتهي ويؤدّي إلى التّفاهم بين هاذين الشّخصين أو أكثر، أو تبادل المعاني عبر نقل المعلومات"..
وبالتالي يمكن تعريف الإتصال بأنه العملية التي ينقل بمقتضاها الفرد )القائم بالإتصال( منبهات ) رموز لغوية( لكي يعدل سلوك الأفراد الآخرين )مستقبلي الرسالة( الجمهور المتلقي.
وهو نقل المعلومات والمعارف والأفكار والأخبار من شخص إلى أخر.
بالنظر الى تعدد المفاهيم المتعلقة بتكنولوجيا الإعلام والاتصال، سنحاول أن نورد الأكثر أهمية منها : أشارت كل من منظمة الأمم المتحدة و ومنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية، أنها : عبارة عن وسائل الكترونية تنقل وتخزن وتعالج وتنشر المعلومات".
هي أيضا : "مجموع التقنيات أو الأدوات أو الوسائل أو النظم المختلفة التي يتم توظيفها لمعاجلة المحتوى أو المضمون الذي يراد توصيله من خلال عملية الاتصال . ومن المفاهيم الأخرى لتكنولوجيا الإعلام والاتصال أنها: "كل الطرق التي يستخدمها الناس في اختراعاتهم واكتشافاتهم لتلبية حاجاتهم وإشباع رغباتهم".
وينطوي تحت هذا المفهوم ثلاث توجهات مفاهيمية فرعية وهي:
أولا : استثمار المعرفة: توظيف المعارف العلمية لتلبية حاجات الإنسان وتنمية المجتمع" مع ملاحظة أن هذه المعارف العلمية هي في الحقيقة نتاج النظريات وخلاصة البحوث العلمية
ثانيا :تطبيقاتها المختلفة: نتاج استثمار المعرفة: "مختلف أنواع الوسائل التي تستخدم لإنتاج المستلزمات الضرورية لراحة الإنسان، واستمرارية وجوده. وهي بذلك تشمل الأجهزة والأدوات والآلات والمخترعات وكل الوسائل الناتجة من التطبيق العملي للمعرفة العلمي واللازمة أيضا للسيطرة على المعرفة العلمية تجهيزها.
ثالثا: الاستخدامات العملية لنتاج استثمار المعرفة: ويقصد به مجموعة المعارف والمهارات اللازمة للتعامل مع الآلات والأجهزة الناتجة عن استثمار المعرفة العلمية حتى يستطيع الحصول على الأهداف المنشودة من ورائها " وبالنظر الى هذا الطرح ينظر الكثيرون الى التكنولوجيا على أساس التمازج بين الجانب التقني المادي والجانب التقني المعرفي و المهاري، وعليه فكلاهما مكملان لبعضهما البعض.
وقد فرقت وثيقة التعليم التفاعلي: "استراتيجية تكنولوجيا المعلومات والاتصال للمدارس" الصادرة عن وزارة التعليم الكوبية سنة 1998 بين تكنولوجيا المعلومات وتكنولوجيا الاتصال
تكنولوجيا
المعلومات:برز مصطلح تكنولوجيا المعلومات في بداية الخمسينات إشارة إلى استخدام الحاسبات الإلكترونية وكافة التقنيات والحاسبات والبرمجيات والاتصالات للحصول على أفضل البيانات ومعالجتها وتبادلها بهدف اتخاذ القرارات. وهي تضُم مختلف التقنيات المستخدمة في جمع وتخزين ومعالجة وتناقل نتائج عمليات التحليل والتصنيف واستخلاص المعلومات بطرق تضمن الانجاز بدقة وبسرعة وفي الوقت المناسب.
تكنولوجيا
الاتصال:تعرف بأنها أية أداة أو جهاز أو وسيلة تقنية يمكن استخدامها في معالجة البيانات والمعلومات في مختلف صورها وأوعية حفظها، سواء كانت مطبوعة أو مصورة أو مسموعة أو مرئية أو ممغنطة أو معالجة بالليزر على مستويات إنتاجية وتخزينها واستقبالها وارجاعها" ونقلها باستخدام توليفة من المعلومات الالكترونية الحاسبة ووسائل أجهزة الاتصال عن بعد.وذلك باستعمال الآلات أو الأجهزة الخاصة أو الوسائل التي تساعد على إنتاج المعلومات وتوزيعها واسترجاعها وعرضها
وفي حقل الإعلام والاتصال يرتبط مفهوم تكنولوجيا الإعلام والاتصال : بجميع الأدوات والتقنيات الناتجة عن التقارب بين الاتصالات وعلوم الكمبيوتر والسمعي البصري مع القاسم المشترك وهو استخدام البيانات الرقمية. لا يستبعد الخدمات "الكلاسيكية"، مثل الراديو والتلفزيون، والتي يمكن بثها الآن على نفس الوسائط الرقمية.
ويفرّق فضيل دليو بين تكنلوجيا الإعلام والاتصال (ICTs) وتكنولوجيا الإعلام والاتصال الجديدة (NICTs)،التي يعتبرها بمثابة الموضوع الاتصالي والمعلوماتي أكثر حداثة، والذي يرتبط بثورة معلوماتية جديدة، في عصر جديد معولم الأبعاد، قوامه أدوات وتقنيات اتصالية إلكترونية جديدة. وهي تجمع بين ثلاثة مجالات تقنية: الاتصالات عند بعد؛ السمعي البصري؛ الإعلام الآلي. وبالتالي لا يمكننا الفصل الآن بين تكنولوجيا الاتصال وتكنولوجيا المعلومات، فقد جمع بينهما النظام الرقمي الذي تطورت إليه نظم الاتصال، وارتبطت شبكات الاتصال مع شبكات المعلومات، وبذلك فقد انتهى عهد استقلال نظم المعلومات عن نظم الاتصال وتطور كل منهما. وتعتبر كلمة "حديثة" التي تضاف إلى تكنولوجيا الاتصال نسبية، لأنها تتوقف على مدى تطور المجتمع وعلى المدى الزمني فما هو حديث في زمن معين قديم في آخر.
Section 3
المحاضرة الثانية
1. ماهية العملية الاتصالية:
ü المقارنة بين مفهومي الإعلام والإتصال:
_1 الاتصال أعم وأشمل من الإعلام فالإعلام جزء من الإتصال.
_2 كلاهما لهما نفس العناصر (المرسل، الرسالة، الوسيلة، المستقبل.(
_3 الاتصال وسائله متعددة، أما الإعلام وسائله محددة وهي ذات طابع جماهيري. _4 أهداف الإتصال مختلفة ومتعددة فيحين أن أهداف الإعلام محددة.
_5 جمهور الاتصال محدد، أما جمهور الإعلام فواسع.
_6 الاتصال ظاهرة اجتماعية أما الإعلام ظاهرة تكنولوجية.
_7 الاتصال أقرب إلى المعلومة في المجتمع الأقل تطورا وعلى عكس من ذلك الإعلام أقرب إلى المعلومة في المجتمع المتطور وهذا كما سبق القول أن الإعلام يتطور بتطور التكنولوجيا.
وبالتالي نعرف الإعلام والاتصالة بأنه عملية نقل وتبادل الأفكار والمعلومات بين الأفراد والجماعات باستخدام وسائل وتقنيات مختلفة.
ü عناصر الاتصال:
المرسل: وهو القائم بالاتصال أو مصدر الرسالة أو المعلومة أو الفكرة أو الخبر.
الرسالة: تحويل الأفكار إلى مجموعة من الرموز ذات معاني مشتركة بين المرسل والمستقبل وتكون: كلمات، حركات، أصوات، حروف، أرقام، تعبيرات الوجه، أو الجسم...الخ.
الوسيلة: وهي الحامل أو الناقل أو الوسيط الذي ينقل الرسالة من المصدر إلى المتلقي.
المتلقي: وهم الجمهور أو المستقبل وهو من يتلقى الرسالة أو المعلومة أو الأخبار أو الأفكار حيث ينظم، يعالج الرسالة ويحاول تفسيرها .
البيئة: وهو تلك المتغيرات المحيطة بالعملية الاتصالية.
رد الفعل (التغذية الراجعة): يسمى أيضا برجع الصدى وهو الرسالة المرتدة من المتلقي إلى المرسل.
ü أنواع الإتصال:
_ تبعا لمعيار الاتّجاه يصنّف الاتّصال إلى نوعين:
- اتّصال نازل: وهو إرسال المعلومات من الرّئيس إلى المرؤوس، أي من أعلى هرم السّلطة إلى أسفله.
- اتّصال صاعد: وهو إرسال المعلومات من المرؤوس إلى الرّئيس، أي من أسفل هرم السّلطة إلى أعلاه.
ويسمّى الاتّصال الصّاعد والنّازل معا بالاتّصال العموديّ.
- اتّصال أفقيّ: وهو الاتّصال بين أشخاص في نفس المستوى ضمن نفس التّنظيم الهيكليّ.
- اتّصال قطريّ: وهو الاتّصال بين شخصين ليسا من نفس المستوى وليس ضمن نفس التّنظيم الهيكليّ.
أمّا بالنّظر للوسيلة المستعملة فيصنّف الاتّصال إلى:
- اتّصال كتابيّ: وهو الاتّصال الذّي يتمّ باستعمال حروف أو رموز أو أرقام مفهومة وذات معنى
تكتب على دعامة ورقيّة أو إلكترونيّة قابلة للقراءة.
- اتّصال شفويّ: وهو التّواصل عن طريق الصّوت البشريّ بكلمات ذات معنى مفهوم سواء بشكل
مباشر وجها لوجه أو بشكل غير مباشر على غرار الاتّصال عن طريق الهاتف.
- الاتّصال عن طريق الإشارات والإيماءات: هو الاتّصال عن طريق حركات مفهومة وذات معنى
كالتّواصل عن طريق حركات الوجه والرّأس.
أما حسب عدد المشاركين: إتصال ذاتي وإتصال شخصي. إتصال جمعي وإتصال جماهيري وإتصال مؤسساتي. إتصال رسمي واتصال غير رسمي.
ü مراحل تطور وسائل الاعلام والاتصال:
قام مارشال ماكلوهان ( فيلسوف كندي أحد رواد "نظرية الحتمية التكنولوجية" ) خلال الستينات من القرن الماضي(1962) بوضع تصور خاص ربط فيه بين الرسالة والوسيلة الإعلامية مؤكدا فيه أهمية الوسيلة الإعلامية في تحديد نوعية الاتصال وتأثيره "إعادة موازين القوة إلى تأثير الوسيلة الإعلامية إذ اعتبر أن مضمون وسائل الإعلام لا يمكن الجزم بتأثيراته بمعزل عن تقنيات الوسائل نفسها”
يرى ماكلوهان أن طبيعة وسائل الاتصال التي تسود في فترة من الفترات هي التي تُكون المجتمعات أكثر مما يُكونها مضمون الرسائل الاتصالية ، أي لفهم بنية وتركيبة المجتمع وكيفية علاجه لمشاكله فإن نوع الوسيلة السائدة كفيلة للإجابة( ،
فحسبه مر تاريخ البشرية من خلال تطور وسائل الإعلام والاتصال بأربع مراحل:
.1 المرحلة الشفوية كلية، مرحلة ما قبل التعلم، أي المرحلة القبلية: وجدت بوجود الإنسان بدءا بالإشارات الجسدية والرموز الصوتية الى أن استطاع الإنسان أن يتكلم وعندها تحققت الثورة الأولى للإنسان.
.2 مرحلة الكتابة: وضع السومريون أسس الكتابة حوالي 3600 سنة قبل الميلاد، لكن الكتابة وحدها لم تكن كافية لحل مشكلات الاتصال، فقد كانت الكتابة البدائية باهضة الثمن، وحكرا على رجال الدين، وأبناء الطبقة الغنية، ثم انتشرت في اليونان القديمة بفضل النسخ واستمرت ألفي عام:
.3 عصر الطباعة: من سنة 1500 إلى سنة 1900 تقريبا. اقترنت بظهور الطباعة في متصف القرن الخامس عشر، اتفق المؤرخون على أن يوحنا جوتنبيرج، هو أول من ذكر في اختراع الطباعة بالحروف المعدنية المنفصلة، وأول كتاب طبع هو الكتاب المقدس باللغة اللاتينية سنة 5511م.
.4 عصر وسائل الاتصال والإعلام الالكترونية: من سنة 1900 تقريبا إلى يومنا هذا، بدأت خلال القرن التاسع عشر وأكملت نموها في النصف الأول من القرن العشرين، فقد أدت الثورة الصناعية إلى بروز الحاجة إلى استكشاف أساليب سريعة لتبادل المعلومات التجارية، خاصة مع اكتشاف الكهرباء التي ساهمت في تطوير الاتصال. وتطورت باختراع الحاسوب وإطلاق الأقمار الصناعية واستخدامها في نقل الأخبار والبيانات والصور عبر الدول والقارات بطريقة فورية وخاصة بعد تأسيس شبكة الإنترنت حيث أصبحت الاتصالات جزءاً لا يتجزأ من الانشطة اليومية للأفراد وأصبح العالم قرية صغيرة.
2. خصائص تكنولوجيا الإعلام والاتصال الحديثة
تتميز تكنولوجيا الإعلام والاتصال الحديثة بتشابهها في عديد من السمات مع الوسائل التقليدية، إلا أن هناك سمات مميزة للتكنولوجيا الاتصالية الراهنة بأشكالها المختلفة مما يلقي بظلاله ويفرض تأثيراته على الوسائل الجديدة نذكر منها:
· التفاعلية: وهي القدرة على تبادل الأدوار بين مرسل الرسالة الاتصالية ومستقبلها إذ لا يقف دور المستقبل أو المتلقي عند حدود التلقي والقيام بالعمليات المعرفية في إطار الاتصال الذاتي بعيدا عن المرسل أو القائم بالاتصال، أو تكون قراراته في حدود القبول والاستمرار أو التوقف والعزوف عن العملية الاتصالية فقط، ولكن تحول المستقبل أو المتلقي إلى مشارك في عملية الاتصال ومؤثر في بناء عناصرها باختياراته المتنوعة والمتعددة ومسيطرا على مخرجاتها، وأدى ذلك أيضا إلى إمكانية تعدد المشاركين في عملية الاتصال عن بعد -أكثر من مرسل وأكثر من متلقي- في إطار متزامن من خلال مؤتمرات الفيديو مع تبادل الأدوار خلال عملية الاتصال طبقا لحركة الحوار واتجاهاتها.
· التنوع: مع تطور المستحدثات التقنية في مجال الإعلام والاتصال وتعددها وارتفاع القدرة على التخزين والإتاحة للمحتوى الاتصالي، أدى ذلك إلى التنوع في عناصر العملية الاتصالية التي وفرت للمتلقي اختيارات أكبر لتوظيف عملية الاتصال بما يتفق مع حاجاته ودوافعه للاتصال، وتتمثل فيما يلي:
_ تنوع في أشكال الاتصال المتاحة من خلال وسيلة رقمية واحدة هي الحاسب الشخصي أو الهاتف الذكي.
_ تنوع المحتوى الذي يختاره على المواقع المختلفة المنتشرة على شبكة الانترنت، سواء في وظائف هذا المحتوى، أو مجالاته.
· الانتشار والتدويل: فقد أدى التطور التكنولوجي الهائل في تصنيع وسائل الاتصال والمعلومات إلى تقليل تكاليف إنتاجها إلى الحد الذي أتاح لها قدرا كبيرا من الانتشار واتساع نطاق الاستخدام بين الأفراد، رغم تفاوت مستوياتهم الاقتصادية والثقافية، حيث لم يعد ينظر إلى هذه الوسائل باعتبارها ترفا لا داعي له، وإنما باعتبارها ضرورة لا يمكن الاستغناء عنها، كما أن الربط بين وسائل الاتصال الحديثة قد بات عالميا أو كونيا بهدف تخطي الحدود الإقليمية، إذ أصبح في الإمكان الاتصال بأي مكان في العالم من الهاتف المحمول، كما تعددت قنوات البث التلفزيوني الفضائي.
· اللاجماهيرية: لم تعد وسائل الاتصال تعتمد على مخاطبة الجماهير فحسب في رسائل عامة ونمطية، بل أضحت من إمكانياتها توجيه رسائلها ومضامينها إلى فرد بعينه تستهدفه برسائلها أو إلى جماعة أو فئة معينة تبعا لاهتماماتها وحاجاتها الخاصة. فخرجت بذلك من نطاق العمومية إلى خصوصية الرسالة تبعا لحاجة مستقبلها.
· القابلية الحركية: تعني أن هناك وسائل اتصالية كثيرة يمكن لمستخدمها الاستفادة منها في الاتصال من أي مكان، ثم نقلها إلى آخر حركته مثل الهاتف النقال والتليفون المدمج في ساعة اليد وحاسب آلي نقال مزود بطابعة، كما تعني إمكانية نقل المعلومات من مكان إلى آخر بكل يسر وسهولة.
· قابلية التحويل: وهي قدرة وسائل الاتصال على نقل المعلومات من وسيط إلى آخر، كالتقنيات التي يمكنها تحويل الرسالة المسموعة إلى رسالة مطبوعة والعكس، كما هو الحال في نظام الهواتف الذكية تحويل الصوت إلى نص مكتوب لبحث في محرك البحث، ويبرز هذا أيضا في أنظمة الدبلجة والترجمة للمواد المرئية كما هو الحال في بعض المحطات التليفزيونية.
· قابلية التوصيل والتركيب: لم تعد شركات صناعة أدوات الاتصال تعمل بمعزل عن بعضها البعض، فقد الوحدات التي تصنعها الشركات المختصة في صناعة أدوات الاتصال، ومن الأمثلة الدالة على ذلك، كابل في الحواسيب ومختلف وسائل الاتصال، بالإضافة إلى وحدات الهوائي المقعر التي يمكن تجميعها في موديلات مختلفة الصنع؛ لكنها تؤدي وظيفتها في مجال استقبال الإشارات التليفزيونية على أكمل وجه.
· التوجه نحو التصغير: تتجه الوسائل الجماهيرية في ظل هذه الثورة إلى وسائل صغيرة يمكنها نقلها من مكان إلى آخر، وبالشكل الذي يتلاءم وظروف مستهلك هذا العصر الذي يتميز بكثرة التنقل والتحرك عكس مستهلك العقود الماضية التي اتسمت بالسكون والثبات ومن الأمثلة عن هذه الوسائل الجديدة، تليفزيون الجيب، والهاتف النقال والحاسب النقال المزود بطابعة إلكترونية، وتتميز كذلك بالتناغم بين التصغير وقوة وسرعة معالجة المعلومات الذي يتطور بسرعة لا متناهية.
· الفورية: ألغت تكنولوجيا الإعلام والاتصال الحواجز الزمانية كما ألغت الحواجز المكانية، إذ يتم الاتصال بشكل فوري بغض النظر عن مكان المرسل أو المستقبل، بحيث لا تلحظ عند اتصالك بحاسب في الصين أنك استغرقت وقتا أطول مما لو كان الاتصال بحاسب في مدينتك وكذلك الحال مع الهاتف النقال.
· اللاتزامنية: وتعني إمكانية إرسال الرسائل واستلامها في وقت مناسب للفرد المستخدم، ولا تتطلب من المشاركين كلهما أن يستخدما النظام في الوقت نفسه مثلا: في نظم البريد الالكتروني ترسل الرسالة مباشرة إلى مستقبلها في أي وقت دون حاجة لوجود المستقبل للرسالة.
· الاحتكارية: إن صناعة هذه التكنولوجيا تتسم بالتركيز الشديد حاليا في عدد محدود من الدول الصناعية الكبرى، وضمن الشركات العالمية متعددة الجنسيات، ويؤدي هذا التركيز إلى السيطرة المطلقة لهذه الشركات الاحتكارية، ليس فقط على عملية نقل وتسويق هذه التكنولوجيا في الدول الأقل تقدما ولكن أيضا في التأثير على طريقة إدارتها واستخدامها بل وصيانتها في أحيان كثيرة في هذه الدول، مما يعزز من إحكام قبضة المجتمعات المصنعة لهذه التكنولوجيا على الدول المستوردة لها وترسيخ تبعية تكنولوجية.
3. وظائف تكنولوجيا الإعلام والاتصال:
إن تطور تكنولوجيات الاتصال الحديثة، وانتشارها الواسع والمتقدم جعلها مكسبا كبيرا للجمهور الواسع، ويتجلى ذلك في الوظائف التي تقوم بها هذه التكنولوجيات لتحقيق رغباتهم، فهذه الوظائف تختلف من وسيلة لأخرى، وتختلف من ميدان لآخر، وتتمثل وظائف تكنولوجيا الاتصال في الآتي:
· وظيفة تحليلية ومعالجة: يكون عن طريق معالجة المعلومات رقميا ومن بينها الكمبيوتر والنشر الإلكتروني، وسواء كانت تلك المعلومات مادة مكتوبة أو مصورة أو مرسومة، فإن هناك العديد من البرامج التي تتعامل وتعالج مثل هذه المعلومات بالتصميم والتوضيب والإخراج ومعالجة الصور والجرافيكس والعرض عبر مختلف الوسائل الرقمية.
· وظيفة توثيقية: تخزين المعلومات بشكل منظم يسهل معه استرجاعها ولعل بنوك المعلومات وشبكاتها ومراكز المعلومات الصحفية التي تستعين بأقراص الليزر المدمجة وشبكات المعلومات المحلية والدولية أبرز نماذج لدور الحاسبات في هذه العملية التي يطلق عليها التوثيق الالكتروني للمعلومات.
· وظيفة إعلامية: ويكون عن طريق إنتاج وجمع البيانات والمعلومات من مصادرها المختلفة وتوصيلها إلى مقر الصحيفة أو الإذاعة والتلفزيون، وتوصيلها إلى المندوب أو المحرر الصحفي أيا كان، ثم نقلها ونشرها الوسيلة الإعلامية إلى الجماهير الحاسبات الالكترونية باندماجها مع الاتصالات السلكية واللاسلكية والأقمار الصناعية والألياف البصرية وأشعة الليزر دوراً أساسياً في تحقيق ذلك، ومثال ذلك الكمبيوتر المحمول وشبكة الانترنت.
· وظيفة إعلانية تسويقية: حيث أصبح لهذه التكنولوجيا الحديثة للاتصالات صد لدى المعلنين والشركات الكبرى، حيث تم توظيف مختلف المواقع الالكترونية عبر شبكة الانترنت المرتبطة بالعديد من الوسائط المتعددة إلى إشهار مختلف المنتوجات والسلع وحتى الأفكار، خاصة أن هذه المواقع تحقق أكبر نسبة استخدام والدخول عليها، فمثلا في قطاع السياحة والفندقة أدى ذلك إلى ظهور تلك الخدمات التي توفرها تكنولوجيا الإعلام والاتصال بغرض إنجاز وترويج الخدمات السياحية والفندقية عبر مختلف الشبكات المفتوحة والمغلقة بالاعتماد على مبادئ وأسس التجارة الإلكترونية.
· وظيفة تعليمية: تساهم تكنولوجيا الاتصال والإعلام بدور كبير في رفع مستوى التعليم، واستحداث طرق التعليم عن بعد والتعليم مدى الحياة؛ ونقل خدمات التعليم والتكوين إلى المناطق المعزولة. ويتم تقديم خدمات التعليم عن بعد باستخدام أهم عناصر تكنولوجيا المعلومات وهي الوسائل السمعية البصرية والوسائط المتعددة. وعبر مختلف القنوات الفضائية التعليمية. كما تساهم في تحسين التدريس وبرامج التعليم والتكوين المهنيين، من خلال الاستعانة بأشرطة الفيديو واستخدام المحاكاة لتحسين الأداء التطبيقي للمتربصين، بالإضافة إلى جعل المتعلم محور العملية التعليمية التي أصبحت عملية تشاركية بينه وبين المعلم.
· وظيفة اجتماعية: تمكن تكنولوجيات الإعلام والاتصال؛ الأشخاص المعزولين من أن يدلوا بدلوهم في المجتمع العالمي، بغض النظر عن الجنسية التي يحملونها أو انتمائهم العرقي أو القومي أو الديني، فهي تساعد على التسوية بين القوة وعلاقات صنع القرار على المستويين المحلي والدولي، وبوسعها تمكين الأفراد، المجتمعات والبلدان من تحسين مستوى حياتهم على نحو لم يكن ممكنا في السابق، فلهذا لتكنولوجيا الإعلام والاتصال دور هام في تعزيز التنمية البشرية والاجتماعية والثقافية. بالإضافة إلى نشأة ما يسمى بالمجتمعات الافتراضية التي يجتمع أفرادها حول أهداف أخرى قد تكون غائبة في المجتمعات الحقيقية لهؤلاء الأفراد.
Section 4
المحاضرة الثالثة
1. تعريف انفجار المعلومات
أدى التطور العلمي والتقني وظهور تكنولوجيا الحوسبة ومجتمع المعلومات إلى زيادة كبيرة في سرعة تقدم الإنسان على طول سلم التقدم العلمي. وزيادة فرص الحصول على المعارف الجديدة وظهور مواضيع بحثية جديدة، والتحديث الدراماتيكي للتقنيات السابقة، كل ذلك أدى ذلك إلى ظهور مشکلات جديدة لم تكن معروفة من قبل مرتبطة بالتقنيات الحديثة. واحدة منهم تتعلق بمفهوم "انفجار المعلومات". والتي شهدت زيادة مستمرة في كمية المعلومات المنشورة في المجال العام في جميع أنحاء العالم. كما زاد مقدار المعلومات المتاحة بحرية مئات المرات. حيث تضاعف تراث المعرفة بأكمله الذي تراكمه الجنس البشري بحلول بداية القرن التاسع عشر كل خمسين عاما، وبحلول منتصف القرن العشرين - كل عشر سنوات ، وبداية القرن الحادي والعشرين أصبح كل خمس سنوات.
وبالتالي نعرف انفجار المعلومات بأنه الزيادة السريعة في كمية المعلومات التي تنتج وتنشر في كل المجالات وفي جميع التخصصات
2. أسباب انفجار المعلومات
في عام 1970، وصف عالم الاجتماع وعالم المستقبل ألفين توفلر الفيضان الهائل من المعلومات ووصفها بأنها "حمولة معلوماتية زائدة ."يجادل توفلر بأن المجتمع يمر بتغير هيکلي هائل ، ثورة من مجتمع صناعي إلى مجتمع صناعي فائق" وفي ذلك قال سيؤدي هذا التغيير إلى إرباك الناس لأن المعدل المتسارع للتغير التكنولوجي والاجتماعي سوف يتركهم منفصلين وبسبب "ضغوطا محطمة وارتباك" - أو ما أطلق عليه اسم : صدمة في المستقبل يذكر توفلر أن غالبية المشكلات الاجتماعية كانت أعراض الصدمة المستقبلية . في مناقشته لمكونات مثل هذه الصدمة ، صاغ مصطلح " زيادة المعلومات." واستمر تحليله لهذه الظاهرة في منشوراته اللاحقة ، وخاصة لما تحدث عن الموجة الثالثة . وتشمل الأسباب العامة للانفجار المعلوماتي ما يلي:
- زيادة سريعة في معدل إنتاج المعلومات الجديدة سهولة الازدواجية ونقل البيانات عبر الإنترنت .
- زيادة في القنوات المتاحة للمعلومات الواردة (الهاتف سبيل المثال، والبريد الإلكتروني، والتراسل الفوري، وخدمة المستخلصات الغنية. RSSكميات كبيرة من المعلومات التاريخية .
- التناقضات وعدم الدقة في المعلومات المتاحة . نسبة إشارة إلى ضوضاء منخفضة بشكل غير رسمي، والمتعلقة بنسبة المعلومات المفيدة إلى البيانات الخاطئة أو غير ذات الصلة .
- عدم وجود طريقة لمقارنة ومعالجة أنواع مختلفة من المعلومات
3. مظاهر انفجار المعلومات:
- النمو الهائل في حجم الإنتاج الفكري: هناك من يرى أن معدل النمو السنوي للإنتاج الفكري وصل إلى (12.5%)، ومعنى هذا أن حجم المعلومات يتضاعف كل ثماني سنوات! وتبين الإحصائيات أن الإنتاج السنوي من المعلومات مقدر بعدد الوثائق المنشورة يصل إلى حوالي (-14 13) مليون وثيقة. ولقد بلغ رصيد الدوريات على المستوى الدولي ما يقرب منمليون دورية، يضاف إليها كل عام ما يقرب من (15) ألف دورية جديدة، وليست الزيادة قاصرة على إعداد الدوريات فحسب، وأما هناك أيضا زيادة في عدد المقالات والدراسات المنشورة في الدوريات، فلقد أكدت الإحصائيات صدور ألفي (2000) مقالة علمية في الكيمياء، و(3500) مقالة في الطب، وما يزيد عن (10000) مقالة في العلوم الاجتماعية شهرية. ولم يقتصر هذا التطور على الدوريات والمقالات والدراسات، انطلاقا من أن وسائل الطباعة قد أتاحت الفرصة للباحثين في نشر أفكارهم وتوزيعها سواء عبر الكتب التي بلغ الإنتاج السنوي منها حوالي (600) ألف عنوان، أي (1650) كتابة في الساعة. أو عبر براءات الاختراع حيث يشير أحد المختصين في ميدان قياس الإنتاج بأن هنالك أكثر من (20000) براءة اختراع تودع سنويا، وإنه تم طبع أكثر من (100) مليون عنوان منذ اختراع الطباعة، منها (90) مليون ما بين سنة 1900 و.1970 وهناك جملة من الأسباب أدت إلى هذه الزيادة الهائلة في حجم ما ينشر من معلومات، أولها الزيادة العددية الهائلة فيمن تصدر عنهم المعلومات، فقد تزايد عدد المشتغلين بالبحث العلمي زيادة هائلة وصلت إلى حوالي (3035) مليون شخص.
- نمو العلوم والتخصص المتزايد في الموضوعات: قابله زيادة الإنفاق على البحث والتطوير، فقد تضاعفت النفقات التي خصصتها الدول الغربية الصناعية الرئيسية للأبحاث والتطوير من (100) مليار مارك ألماني إلى (180) مليار مارك بين عامي 1 وبلغ إجمالي الإنفاق الفيدرالي في مجال المعلومات المتعلقة ببحوث التطوير في مجال الزراعة والتعليم والداخلية والعلوم حوالي (15) مليار دولار سنويا.
- التطور التكنولوجي والزيادة في الإنتاج الفكري: فقد كان لتطوير أساليب الطباعة والاستنساخ والتصوير أثره الواضح، كما كان الاستخدام الحاسبات الآلية في اختزان المعلومات واسترجاعها واستعمال وسائل الاتصال المختلفة السلكية واللاسلكية أكبر الأثر في سهولة وسرعة نقل المعارف البشرية وتداولها في جميع أقطار العالم.
- تشتت الإنتاج الفكري: كان للتخصص الزائد في الموضوعات العلمية أثره الواضح في بزوغ فروع جديدة أخذت أصولها من أفرع مختلفة، ومن الأمثلة على ذلك الهندسة الطبية، والكيمياء الحيوية، وهناك ملاحظة أخرى مؤداها أن الباحثين يميلون إلى دراسة موضوعات ضيقة غاية الضيق، والنتيجة هي أنه كلما ازداد الباحثون تخصصا، وكبر حجم الإنتاج الفكري المنشور، قلت فاعلية الدوريات التي تعمل على تغطية قطاعات عريضة أو مجالات واسعة، وبالتالي يكون من الصعب على الباحث متابعة كل هذا الإنتاج الفكري والإلمام به من مصادره الأولية، بل إنه من الصعب على وسائل الضبط البيلوجرافي متابعة هذا الإنتاج وتقديمه للباحث رغم أن هذا يساعده كثيرة.
4. تأثير الذكاء الاصطناعي في انفجار المعلومات
ü محددات تأثير الذكاء الاصطناعي مع انفجار المعلومات
تشكل ثلاثة محددات أساسية الكيفية التي يمكن من خلالها للذكاء الاصطناعي التأثير على البيئة المعلوماتية وتتمثل فيما يلي:
أولًا- التطور المتسارع في تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، مدفوعةً في ذلك بمعدلات غير مسبوقة من الاستثمار العام والخاص. فوفقًا لمؤسسة (CB Insights)، تطور حجم رأس المال الاستثماري من قبل الشركات الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي في الولايات المتحدة الأمريكية من 4.1 مليارات دولار في عام 2016، و5.4 مليارات دولار في عام 2017 إلى 9.3 مليارات دولار في عام 2018.
ثانيًا- الدور المتزايد للذكاء الاصطناعي في البيئة الرقمية: ويقصد بها الدرجة التي يتداخل فيها الذكاء الاصطناعي بشكل متزايد مع النظام الإيكولوجي للمعلومات الرقمية، حيث إن المتابع يجد أن أهم التغييرات التي حدثت في تكنولوجيا المعلومات خلال الربع الأخير من القرن الماضي، تمت جميعها بعيدًا عن الذكاء الاصطناعي.
وفي المقابل، من المتوقع أن يسهم الذكاء الاصطناعي بنصيب كبير في التطور المستقبلي للمشهد الرقمي المعلوماتي خلال العقد القادم. وهو الأمر الذي بدت ملامحه الأولية خلال 2015-2020 مع زيادة حجم الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في المجال التجاري، سواء من خلال توقع احتياجات المستهلكين، والاستفادة منها في تحسين الخدمات المقدمة في مجالات النقل والتسوق الإلكتروني والإعلام وغيرها.
ثالثًا- حماة المعلومات (Information Gatekeepers): وتتمثل بشكل أساسي في شركات مواقع التواصل الاجتماعي بالإضافة إلى كل من تجار التجزئة عبر الإنترنت، ومقدمي خدمات الإنترنت والهاتف المحمول باعتبارها تتحكم بشكل أو بآخر في كيفية تأثير الذكاء الاصطناعي على البيئة المعلوماتية، حيث تتعامل تلك الشركات مع ملايين المستخدمين، ومن ثم تسعى إلى الاستفادة من المكاسب التي يتيحها تبني الذكاء الاصطناعي على نطاق أوسع في أنظمتها مثل تقديم محتوى مخصص للغاية للمستهلكين بشكل فردي، أو الكشف عن الاحتيال. علمًا بأنه في الدول السلطوية، تكون الحكومات نفسها هي حماة المعلومات، حيث تسعى إلى استخدام الذكاء الاصطناعي في مراقبة كافة سلوكيات المستخدمين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مع الإقرار بوجود اختلافات بينها، سواء في طبيعة الأدوات المستخدمة ودرجة ذلك الاستخدام.
ليكون بذلك دور ذكاء الاصطناعي في التأثير على سلامة وتكامل المعلومات مزدوجا، سواء من خلال توفير الحماية لها، أو تدعيم آليات إطلاق الحملات التي تستهدفها. وتجدر الإشارة إلى أن سلامة وتكامل المعلومات تشير إلى ثلاثة عناصر أساسية شديدة الارتباط، وهي: مدى دقة المعلومات، وكونها غير خادعة أو مضللة من خلال ربطها بالسياق الصحيح الذي تنبثق منه، وأخيرًا إسنادها بشكل صحيح من خلال تتبع مصدر المعلومة. ومن ثم، يجب الجمع بين تلك العناصر الثلاثة لتقييم سلامة وتكامل المعلومات، كما أن أي تغيير في عنصر من تلك العناصر يؤثر بشكل كلي على سلامة وتكامل المعلومات المقدمة.
ü أشكال تأثير الذكاء الاصطناعي على سلامة وتكامل المعلومات:
- التأثير من خلال الخداع العميق (Deepfakes): وهي مقاطع فيديو يتم إنتاجها بمساعدة تقنيات التعليم العميق، حيث تنسب إلى الأشخاص القيام بأفعال أو الإدلاء بأحاديث لم يفعلوها أو يدلوا بها، ومن ثم فهي تعد من أخطر أشكال التضليل المعلوماتي خلال العقد القادم. وعلى الجانب الآخر، نجد أن هناك جهودًا جادة يتم بذلها من جانب الباحثين لتطوير أساليب تعتمد على استخدام الذكاء الاصطناعي لتحديد مقاطع الفيديو المعالجة تلقائيًا، واستخدام التعلم العميق لاكتشاف الصور والفيديوهات التي يتم معالجتها بواسطة برامج تبديل الوجوه.
- التأثير من خلال الحسابات الآلية (Bots): وهي حسابات مبرمجة يتم ربطها عبر شبكات من منصات التواصل الاجتماعي باعتبارها حسابات لأفراد، في حين أنها في الواقع مجرد حسابات آلية تديرها برامج. ووفقًا لأحدث الدراسات فقد تبين قيام الحسابات الآلية بنشر حوالي 14 مليون رسالة تتضمن محتوى مضللًا من أصل 400 ألف تغريدة على تويتر، وذلك خلال عشرة أشهر في عامي 2016 و2017.
وفي المقابل، يمكن أيضًا استخدام الذكاء الاصطناعي للكشف عن نشاط تلك الحسابات والتي غالبًا ما تعمل بطرق يمكن التعرف عليها بسهولة. حيث إن المحتوى الذي تقدمه تلك الحسابات غير المدعومة بالذكاء الاصطناعي يعد منخفض المصداقية والدقة، مما يجعل اكتشافه أمرًا سهلًا.
Section 5
المحاضرة الرابعة
تكنولوجيا الاتصال عن بعد (السلكية واللاسلكية):
أوّلا: تكنولوجيا الاتّصال اللّاسلكي.
تعتبر تكنولوجيا الاتّصال اللّاسلكي أحد أسرع المجالات التّكنولوجيّة نموا وأكثرها حيويّة في مجال التّكنولوجيا عموما والاتّصالات على وجه الخصوص، حيث تعرّف بأنّها: "وسيلة لنقل المعلومات من نقطة إلى أخرى، دون استخدام أيّ اتّصال مثل الأسلاك أو الكابلات أو أيّ وسيط فيزيائي". فهو بذلك النّظام الذّي من خلاله يتمّ إرسال المعلومات من المرسل إلى المستقبل الذّي يتمّ وضعه على مسافة محدودة، وبمساعدة الاتّصال اللّاسلكي يمكن وضع جهات الإرسال والاستقبال في أيّ مكان بين بضعة أمتار، مثل جهات التّحكم عن بعد في التّلفاز أو إلى بضعة آلاف من الكيلومترات أي اتصالات الأقمار الصناعية. وعلى الرغم من عدم وجود كابلات مستخدمة في الاتّصال اللّاسلكي، إلّا أنّه يتمّ إرسال واستقبال الإشارات باستخدام الهوائيّات، وهي أجهزة كهربائيّة تقوم بتحويل الإشارات الكهربائية إلى إشارات راديو على شكل موجات كهرومغناطيسية ”EM“ والعكس صحيح، وتنتشر هذه الموجات الكهرومغناطيسية عبر الفضاء، وبالتّالي يتكوّن كلّ من المرسل والمستقبل من هوائي.
وبالتّالي فلنّ تكنولوجيا الاتّصال اللّاسلكي تقوم على فكرة الاستغناء التّامّ عن الأسلاك والكابلات على نحو يمكّن كلّ من المرسل والمستقبل من التّواصل بينهما في كلّ مكان وزمان,
· مزايا الاتصالات اللاسلكية:
- الكلفة: تتيح تكنولوجيا الاتّصال اللّاسلكي إمكانيّة خفض الكلفة الإجماليّة لنظام الاتّصال مقارنة بالاتصالات السّلكية، حيث يتمّ التّخلّص من تكلفة تركيب الأسلاك والكابلات والبنية التّحتية الأخرى، كما يًعد تركيب شبكة سلكية في المبنى، وحفر الأرض لتمديد الكابلات وتشغيل تلك الأسلاك عبر الشوارع مهمة صعبة للغاية ومكلفة وتستغرق وقتاً طويلًا، كما أنّ بعض البنايات لا تتيح إمكانيّة تركيب شبكات الاتّصال السّلكيّة على غرار المباني التّاريخيّة، لا يعد حفر الثقوب للكابلات أفضل فكرة لأنها تدمر سلامة المبنى وأهميّته، وأيضاً في المباني القديمة التي لا توجد بها خطوط مخصصة للاتصال، يكون الاتصال اللاسلكي، مثل ”Wi-Fi“ هو الحلّ الأمثل.
- إمكانية التنقل: تقدّم تكنولوجيا الاتّصال اللّاسلكي ميزة رئيسيّة مقارنة بنظيرتها السّلكيّة، حيث توفّر حريّة التّنقّل أثناء الاتّصال بالشّبكة بالنّسبة للمرسل والمرسل إليه في آن واحد دون أن تربطهما بالتّواجد ضمن حيّز جغرافي واحد.
- سهولة التركيب: يعتبر إعداد وتركيب معدّات شبكة الاتّصالات اللّاسلكية والبنية التّحتيّة لها أمراً سهلًا مقارنة بشبكة الاتّصالات السّلكيّة، حيث لا يتطلّب الأمر القيّام بأشغال حفر وتركيب كبيرة، كما أنّ الوقت المطلوب لإعداد نظام لاسلكي يكون أقل جداً عند مقارنته بإعداد شبكة كابليّة كاملة.
- الموثوقيّة: نظرا لعدم وجود كابلات وأسلاك متضمّنة في الاتّصال اللّاسلكي، فلا توجد فرصة لفشل الاتّصال بسبب تلف هذه الكابلات، والذّي قد يكون ناتجاً عن الظّروف البيئيّة وتوصيل الكابلات والتّناقص الطّبيعيّ للموصلات المعدنيّة.
- الحماية من الكوارث: في حالة وقوع حوادث بسبب حريق أو فيضانات أو كوارث أخرى، يمكن أن يكون احتمال فقدان البنية التّحتيّة للاتّصالات في نظام الاتّصالات اللّاسلكيّة ضئيلا للغاية، وذلك مقارنة مع نظام الاتّصالات السّلكيّة الذّي تتضرّر بنيته التّحتيّة حتما بهذه العوامل. وعلى الرّغم من المزايا العديدة لتكنولوجيا الاتّصال اللّاسلكي إلّا أنّه يعاب عليها بعض الميزات السّلبيّة، لعلّ أبر ها ما يلي:
- التّشوّش: بما أنّ أنظمة الاتّصالات اللّاسلكيّة تستخدم المساحة المفتوحة كوسيلة لإرسال الإشارات، ونتيجة لذلك هناك احتمال كبير أن تتداخل إشارات الرّاديو من نظام أو شبكة اتّصالات لاسلكيّة أخرى وذلك عندما يكون الجهازين نشطين في نفس الوقت ومتقاربين مكانيّا، فهناك فرصة للتداخل بين الموجات الكهرومغناطيسيّة لكلاهما على نحو يجعل العمليّتين الاتّصاليّتين متداخلتين معا أو أن تشوّش إحداهما على الأخرى.
- الحماية: يمثّل مشكل حماية البيانات المتبادلة خلال العمليّة الاتّصاليّة أحد الاهتمامات الرئيسية لتكنولوجيا الاتّصالات اللّاسلكية، فأمن هذه البيانات يكون أقلّ درجة مقارنة بأمنها عند استخدام تكنولوجيا الاتّصال السّلكي، فنظرا لكون أنّ الإشارات تنتقل في مكان مفتوح، فمن الممكن أن اعتراضها واستقبالها على نحو غير مشروع والوصول إلى البيانات المتبادلة من خلالها ونسخها، وهو ما يثير إشكالا يتعلّق بسرّيّة العمليّة الاتّصاليّة وكذا الحياة الشّخصيّة والعمليّة للأشخاص، لاسيّما إذا كانت المعلومات المتبادلة حسّاسة وذات قيمة كبيرة.
- مخاوف صحية: تثير تكنولوجيا الاتّصال اللّاسلكي بعض المخاوف من الجانب الصّحي لمستخدميها، تتعلّق أساسا بالتّعرّض المستمرّ للإشعاعات النّاتجة عن هذه التّكنولوجيا، حيث اعتبرت معظم الدّراسات العلميّة أنّ التّعرّض المستمرّ لها يعتبر أمرا خطيرا على صحّة الإنسان، وذلك لكونها تعتبر من بين أكثر أسباب انتشار مرض السّرطان عبر العالم، لذلك يُنصح بتجنّب التّعرّض المستمرّ لإشعاع التّرددات اللّاسلكيّة قدر المستطاع.
ثانيّا: تكنولوجيا الاتّصال السّلكي (الاتّصال الكابلي والألياف الضّوئيّة.(
تعبّر الاتّصالات السّلكيّة على اصطلاح واسع يستخدم لوصف أيّ نوع من عمليّات الاتّصال التّي تعتمد على الاستخدام المباشر للكابلات والأسلاك لنقل البيانات الصّوتيّة والمرئيّة، والمثال الكلاسيكيّ للاتّصالات السّلكيّة هو هاتف المنزل التّقليديّ المتّصل بمحول الهاتف العملي عبر الأسلاك التي يتم تشغيلها من المنزل إلى المحول، ولا ي ازل استخدام الخدمات السّلكية شائعا ومن غير المحتمل أن يختفيّ في المستقبل القريب، وذلك على الرّغم من تزايد عدد وسائل الاتّصال السّلكي وتطوّرها وانتشارها المتسارع، وتشمل أيّ نوع من أنواع التّكنولوجيا المستخدمة في نقل البيانات بين الأجهزة باستخدام اتصال سلكيّ، كما تشمل توصيلات الألياف الضّوئيّة للهاتف، وكابل التلفاز وأنظمة الإنترنت وشبكة الهاتف العامة.
تعتمد تكنولوجيا الاتّصال السّلكي على نوعين من التّوصيلات السّلكيّة تتمثّل فيما يلي:
· التّوصيلات الكابليّة المعدنيّة: وهي عبارة عن أسلاك ذات طبيعة معدنيّة عادة ما تكون نحاسيّة، تعتمد في عمليّة نقل البيانات على الإشارات الكهربائيّة، تتمثّل أهمّ أنواعها في كلّ من:
- الكابلات المحوريّة: تتكوّن الكابلات المحوريّة من سلك أسطوانيّ يمتدّ أسفل منتصف غلاف عازل، كما يحاط بغلاف العزل غلاف موصل يعمل في نفس الوقت كدرع ومسار عودة للإشارة، والكابلات المحوريّة مقاومة للغاية للضوضاء بسبب التّدريع الذّي يحافظ على معظم الطّاقة الكهرومغناطيسيّة داخل غلاف الموصل المحيط، ممّا يساعد في عزل كلّ التّشويشات الخارجيّة من الوصول لمحور الكابل، يعاب على هذا النّوع من الأسلاك صعوبة تركيبه.
- كابلات الأزواج الملتفّة المجدولة: يتكون هذا النّوع من الأسلاك المستعملة في الاتّصال من زوج من الأسلاك الملتويّة معا، حيث يقلّل الالتواء من الضّوضاء على الأسلاك عن طريق إلغاء إلى حدّ معيّن مقدار التّداخل الكهرومغناطيسي بين الإرسال والاستقبال، وهو سلك نحاسيّ يصل الكمبيوتر الشّخصي في المنزل أو في العمل بخطّ الهاتف كما يطلق عليه اسم السّلك الملتوي، لهذا الكابل أربعة أزواج من الأسلاك الملتفة مغلّفة بغلاف بلاستيكي وكلّ زوج ملتفّ بعدد معيّن في كلّ إنش بهدف تقليل تأثير التّشويش سواء من الأزواج المجاورة او أي مجال أخر.
يلاحظ على هذا السّلك أنّه كلّما زاد عدد الالتفافات كلّما كانت جودة السّلك أحسن وبنفس الوقت زادت التّكلفة بسبب زيادة طول السلك بينما يعاب عليه كونه مصنوعا من النّحاس، فلنّ التّردّد الذّي ينقل به إشارات الاتّصال بطيئا نسبيّا مقارنة بالوسائط الأخرى كما أنّه أكثرها عرضة للتّشوّش لذلك عند تركيبه يجب الابتعاد عن مصادر الطّاقة، في حين أنّه يمتاز بكونه أقل أداة اتّصال سلكيّة تكلفة.
- كابلات الألياف الضّوئيّة (البصريّة.(
عبارة عن كابل زجاجي محوري يتكوّن كابل من ألياف زجاجيّة رفيعة وطويلة جدا يمكن إرسال نبضات ضوئية إليها، ومعدّلات البيانات التّي تدعمها شبكات الألياف الضّوئية سريعة بشكل لا يصدّق، حيث أنّه سريع جدّا في الواقع وأصبحت الألياف الضوئيّة واحدة من أكثر التّطوّرات التّكنولوجيّة لنقل المعلومات، وقامت هذه المادّة المبتكرة بثورة في عمليّات الاتصالات، حيث تقوم الألياف الضوئيّة بدلًا من نشر الموجات الصّوتيّة بنقل البيانات في شكل نبضات ضوئية مع ميزة كبيرة وهي أنّ النّبضات المضيئة تنتقل دون انقطاع، حيث يتمّ نقل المعلومات عن طريق الموجات الضوئية وليس بالكهرباء، ممّا يؤدّي إلى تجنّب تداخل الضوضاء الكهربائية وتدهور الإشارة ممّا يجعلها الحلّ الأمثل في المناطق التّي تحتوي على كمّ تشويش عالي، كما يمتاز بميزة بالغة الأهميّة تتمثّل في قدرته على حمل ما يعادل مجموعة موسوعة من المعلومات في ثانية واحدة ونقل البيانات لمسافات طويلة أكثر من 233 كيلومتر، وهي عازلة للكهرباء وسهلة التركيب، وأقل حجما ووزنا من الكابلات المعدنيّة وأكثر دقّة في عمليّة النّقل.
غالباً ما تشكّل شبكات الهاتف المحليّة الأساس للاتصالات السّلكية التّي يستخدمها العملاء في
المناطق السّكنيّة والتّجارية على حدّ سواء، كما يعدّ الوصول إلى الإنترنت من أنظمة كمبيوتر سطح المكتب أيضا مثالا شائعا للاتّصالات السّلكيّة الحديثة وغالبا ما يستخدم مقدمو خدمات الهاتف نفس الأسلاك؛ لتوفير حلول الإنترنت عاليّة السّرعة وخدمات الهاتف الأساسيّة للعملاء في المنازل والشّركات، واعتمادا على طبيعة الاتّصال قد يتطلّب ذلك استخدام الأسلاك والكابلات ذات السّعة الأعلى من الأسلاك القيّاسيّة.
وتعتبر الاتّصالات السّلكية هي الأكثر استقرارا بين جميع أنواع خدمات الاتّصالات، فهيّ غير منفذة نسبيا لظروف الطّقس السّيّئة عند مقارنتها بالحلول اللّاسلكيّة، وفي بعض أشكال الخدمات السّلكية تتفوق قوة وسرعة الإرسال على الحلول الأخرى، مثل الإرسال عبر الأقمار الصناعية، كما سمحت هذه الخصائص بأن تبقى الاتّصالات السّلكيّة شائعة، حتى مع استمرار تقدّم الحلول اللاسلكية، حيث تعدّ أنظمة الاتّصال الدّاخلي السّلكية هي النّوع الأكثر شيوعا من الأنظمة التّي يتمّ نشرها عبر المرافق.
Section 6
المحاضرة الخامسة
1. مراحل تطور الأنترنت:
أ- في العالم
من الناحية التاريخية يرجع ظهور الإنترنت كفكرة إلى نهاية خمسينيات القرن الماضي أي في أوج الحرب الباردة، حيث كان غزو روسيا للفضاء عن طريق إرسالها أول قمر صناعي يدور حول الأرض مؤشرا لخطر كبير قد تتعرض له أمريكا، خاصة فيما يتعلق بشؤون الدفاع والمتمثلة في مراكز البحث ووسائل الاتصال في حالة وقوع أي هجوم نووي محتمل. هنا طالبت وزارة الدفاع الأمريكية بضرورة وجود شبكة آمنة ومسيطرة وقادرة على الصمود أمام أي هجوم نووي. وقد قسم بعضهم أهم مراحل التطور في تاريخ الإنترنت إلى ثلاث مراحل هي: من 1960 إلى :1970 الصبغة العسكرية، من 1970 إلى :1980 الجامعات، من1980 إلى يومنا هذا: التطور والارتقاء، وسنحاول تلخيص أهم المعالم الرئيسية لكل مرحلة كما يلي.
المرحلة الأولى: وتحديدا سنة 1962 Mr. Paul Baran الذي كان موظفا في RAND Corporatio التي قامت بالتعاقد مع وزارة الدفاع الأمريكية يقترح بنية شبكة لامركزية ذات بنى عقدية لا تملك أي عقدة من عقدها صفة المركزية حيث إذا تعطلت بعض العقد لا تتعطل الشبكة. بعد ذلك وفي عام 1969 وكالة مشاريع الأبحاث المتقدمة ARPA التي أسندت إليها وزارة الدفاع الأمريكية مسؤولية إيجاد آلية تستطيع من خلالها ربط الحواسيب الرئيسية التابعة لها، وبالتعاون مع جامعة Los Angeles بكاليفورنيا تنشأ شبكة ARPANET وهي أول شبكة سمحت بربط حاسبين يبعدان عن بعضهما بمئات الكيلومترات.
المرحلة الثانية: مرحلة العلماء والأكادميين (1980- 1988) بدأت الجهات الأكاديمية من جامعات ومعاهد في الارتباط بهذه الشبكة لتبادل المعلومات العلمية التي تخدم الباحثين بالدرجة الأولى ونشأت عدة شبكات ارتبطت ب "أربانت" باعتماد البروتوكول نفسه والتي أنشأتها مؤسسة العلوم الوطنية بأمريكا ومولت انشاء عدد من المراكز القومية للحواسب الفائقة في عدة جامعات واتسع ارتباطها بمعظم مناطق الولايات المتحدة من جامعات ومعاهد أكاديمية، ليتوسع من الولايات المتحدة الأمريكية وربطت بجامعات في كندا وبريطانيا، وشبكات أخرى في فرنسا واليابان مما أرسى نوعا من التقارب وتبادل الخبرات العلمية إذ تم كل ما هو مطبوع يمكن ادخاله في شبكة الأنترنت فالولايات المتحدة الأمريكية مثلا تدخل سنويا أكثر من 45 ألف كتاب للشبكة مما تصدره كل سنة، وأكثر من 1500 صحيفة و3700 دورية تتناول مختلف المجالات والقطاعات...
المرحلة الثالثة: مرحلة الأنترنت الجماهيرية (من 1988 إلى يومنا هذا) تم تعميم استخدام بروتوكولIP/TCPسنة 1983، ثم ظهور شبكة جديدة عام 1984 سميت باسم MILNET تخدم المواقع العسكرية فقط، وتتولى ARPANET أمر الاتصالات غير العسكرية، والتي تم تحويل تسييرها إلى مؤسسة العلوم الوطنية الأمريكية NSF سنة1985 والتي قامت بالتحديد عام 1989بإنجاز شبكة أخرى أسرع سمتها NSFNET تم فيها فصل ARPANET بعد 20 سنة من الخدمة. وتجدر الإشارة إلى أنه في عام1990 قام المركز الأوروبي للبحوث النووية بسويسرا (CERN ) بإنشاء نظام تصفح يسمح بتصفح الوثائق تحت اسم الشبكة العنكبوتية العالمية، قائم على ما يسمى بالنصوص التشعبية، وهو يسمح بالربط بين الصفحات المكونة لموقع الويب، ويسمح في نفس الوقت بالربط بين المواقع المختلفة للشبكة. وفي1993 ابتدأ الابحار من خلال إصدار أول برنامج مستعرض الشبكة (MOASIC)، ثم نظام الإبحار(NETSCAPE )سنة 1994 ثم أصدرت شركة Microsoft برنامج Explorer Internet سنة 1995 وتوسعت منذ ذلك الحين آفاق خدمات الإنترنت في المجال العلمي والتجاري، ومن ثم إلى الاستخدام الجماهيري.
ب- في الجزائر:
دخلت خدمة الإنترنت أول مرة في الجزائر عام 1993 عن طريق مركز البحث للمعلومات العلمية والتقنية وهو مركز للأبحاث تابع للدّولة الجزائرية، في عام 1998 صدر المرسوم الوزاري رقم 265 لعام 1998 الذي بموجبه أنهى احتكار خدمة الإنترنت من الدولة وسمح للشركات الخاصة بتقديم هذه الخدمة، بيد أن هذا المرسوم اشترط على الذين يريدون هذه الخدمة لأغراض تجارية أن يكونوا جزائري الجنسية، ويتم تقديم الطلبات مباشرة إلى وزير الاتصالات. وفي عام 1998 ظهرت أولى شركات التزويد الخاصة وارتفعت أعداد الشركات التي تزود الزبائن إلى 18 شركة بحلول شهر مارس عام 2000. ويعتبر مشروع الإدارة الالكترونية من أهم المشاريع الكبرى التي راهنت عليها الحكومة من خلال إحلال نظام الكتروني شامل في البلاد عن طريق بعث إستراتيجية الجزائر الالكترونية2000-2013م ،و العمل على تعميم استخدام الانترنت و ترقية البحث و التطوير التكنولوجي مما يسمح بدمج نظم المعلومات وتقنيات الاتصال في قطاع البريد و الاتصالات و البنوك و قطاع التعليم و التكوين و غيرها .....
2. أهم الخدمات التي تتيحها تكنولوجيا الاعلام والاتصال الحديث (الموجة الرابعة):
سمحت تكنولوجيا الإنترنت الموجة الرابعة بتوفير مجموعة من الخدمات تسمى بخدمات الشبكات الاجتماعية، وهي خدمات تؤسسها وتبرمجها شركات كبرى لجمع المستخدمين والأصدقاء ولمشاركة الأنشطة والاهتمامات، وللبحث عن تكوين صداقات والبحث عن اهتمامات وأنشطة لدى أشخاص آخرين. وهي شبكات أحدثت تغيير كبير في كيفية الاتصال، والمشاركة بين الأشخاص والمجتمعات، وتبادل المعلومات. تجمع هذه الشبكات الملايين من المستخدمين في الوقت الحالي، 1 وتنقسم تلك الشبكات الاجتماعية حسب الأغراض، نذكر أهمها
- خدمة Facebook هو أكبر شبكة اجتماعية في العالم، حيث أصبح بالنسبة للكثيرين من الباب الأمامي على شبكة الإنترنت، الفيسبوك يسمح لك لاكتشاف محتويات جديدة، لمتابعة حياة أحبائك والدردشة ومشاركة الصور والفيديو مع أصدقائك وأحبائك .كما يقدم الفيسبوك حلول فعالة تساعد الشركات تصل إلى زبائنها.
- خدمة Twitter على عكس خدمة الفيسبوك، التي تركز على شبكة قريبة من الأصدقاء، خدمة تويتر تسمح بمتابعة وبكل حرية أي مستخدم (صديق، شخصية العلامة التجارية) وتبادل رسائل قصيرة تقتصر على 140 حرفا. في حين أن بعض المستخدمين يستخدمها تقريبا كأداة دردشة عامة للتفاعل مع مجموعة أساسية من الأصدقاء، والشركات، والعلامات التجارية، وسائل الإعلام والصحفيين والمبدعين وأيضا بمثابة أداة ترويجية فعالة.
- خدمة Google Plus هي خدمة في منتصف الطريق بين الفيسبوك وتويتر، تتيح التواصل مع الأصدقاء والأسرة عن طريق إبراز الرسائل والصور لمجموعة محددة من الناس، ومع ذلك يمكن للمستخدمين متابعة صفحات المستخدم دون الحاجة إلى قبولهم كأصدقاء. كما تمكن صفحات الأعمال تمكن العلامات التجارية من التواصل مع زبائنها.
- خدمة Linkedin هي خدمة شبكة اجتماعية مهنية تسمح للموظفين بتعزيز مهارام والتواصل مع الأصدقاء، والزملاء، والشركاء، والزبائن
- خدمة Viadeo هي خدمة شبكة اجتماعية مهنية تسمح للمستخدم من الاتصال بعالم الشغل، البحث عن عمل، وإعطاء قيمة لمهاراتهم.
- خدمة Instagram: هي خدمة تصنف ضمن الشبكات الاجتماعية المرئية متوفرة على شكل تطبيق يتم تحميله في الهاتف النقال، تسمح لإعادة لمس الصورة في ثوان وتصوير الفيديو، وترشيحها، ومشاركتها مع الأصدقاء
- خدمة Youtube وهي خدمة تصنف ضمن الشبكات الاجتماعية الخاصة بالفيديو توفر أكبر منصة لمشاهدة ومشاركة ملفات الفيديو الخاصة بالمستخدم على الانترنت.
Section 7
المحاضرة السادسة
تعريف التجارة الإلكترونية:
هي عملية بيع وشراء البضائع والخدمات عبر الإنترنت، حيث يمكن لعملاء التجارة الإلكترونية إجراء عمليات شراء من أجهزة الكمبيوتر الخاصة بهم بالإضافة إلى نقاط الاتصال الأخرى، بما في ذلك الهواتف الذكية والساعات الذكية والمساعدات الرقمية، مثل أجهزة Echo من Amazon.
وبالتالي يُستخدم مصطلح التجارة الإلكترونية (e-commerce) للإشارة إلى كافة أشكال التعاملات التجارية التي تتم عبر الإنترنت عن بيع المنتجات المادية عبر الإنترنت، ولكن يمكنها أيضًا وصف أي نوع من المعاملات التجارية التي يتم تسجيلها عبر الإنترنت.
الفرق بين التجارة الإلكترونية والتسويق الرقمي
التجارة الإلكترونية والتسويق الرقمي هي عملية تكاملية، لان التسويق الرقمي يجذب الانتباه العملاء إلى المنتج، بينما تعمل التجارة الإلكترونية في بيع المنتجات بالفعل.
نماذج التجارة الإلكترونية
يوجد 7 أنواع رئيسية من نماذج التجارة الإلكترونية التي يمكن أن تصف تقريبًا كل معاملة تتم بين المستهلكين والشركات والهيئات الحكومية، وهي:
1- من شركة إلى مستهلك:
عندما تبيع شركة معينه منتج أو خدمة إلى مستهلك فردي، وتعتبر Nike و IKEA و Netflix أمثلة على الشركات التي تشارك في التجارة الإلكترونية
2- من شركة إلى شركة :
حيث يتم فيه تبادل المنتجات أو الخدمات بين الشركات لتسهيل العمل ومضاعفة الإنتاجية أياً كان القيمة التي تقدمها تلك الخدمة، وتعتبر منصة Slack من أمثلتها وهي عبارة عن منصة للتواصل بين الشركات والموظفين عن بعد، و Xero هو برنامج محاسبة قائم على التخزين المحاسبي للشركات.
3- من المستهلك إلى المستهلك : هنا نقصد أن عميل عادي يبيع منتج أو خدمة إلى مستهلك
4- من المستهلك إلى الأعمال التجارية
عندما يكون المستهلك لديه منتجات أو خدمات ويريد أن يسوقها أو يبعها إلى شركة أو مؤسسة (مثال، إذا كنت مصور أو ولديك صور وتريد الكسب منها كل ما عليك هو ترخيص الصور وعرضها على المواقع وشركة تريد استخدم تلك الصور لاستخدامها في الأعمال التجارية الخاصة بها، أو أن تعرض على شركة الترويج لخدماتها مقابل مبلغ معين). ويعتبر موقع الـ Freelancer مثال على ذلك هو عبارة عن منصة مستقلة تربط العمال والشركات عن بُعد.
5- من حكومة إلى شركة
عندما تزود الحكومة الشركات بالمنتجات والخدمات، المشتريات الحكومية ومراكز البيانات والتعلم الإلكتروني كلها امثلة التجارة الالكترونية
6- من شركة إلى حكومة
يوصف الشركات التي تقدم المنتجات والخدمات للحكومة، على سبيل المثال، OpenGov هي شركة تقدم للحكومات منصات قائمة على السحابة للتواصل وإعداد التقارير وإعداد الميزانية.
7- من المستهلك للحكومة
يمثل المستهلك قوة في كل مرة يدفع فيها ضرائب أو عندما يدفع تأمين صحي أو فواتير مثل الكهرباء والماء وفواتير إلكترونية تتعلق بالقطاع العام، فإنهم يمثلون هذا النموذج.
أكبر اسواق التجارة الالكترونية
أسواق التجارة الإلكترونية على الإنترنت هي منصات تسهل التعاملات بين المشترين والبائعين، وتمكين البائعين من عرض منتجاتهم وتسهل الوصول إلى جمهور أكبر عكس التسويق التقليدي، وهناك منصات كبيرة لديها شعبية كبيرة بين العملاء بسبب كثرة المنتجات والخدمات التي يقدمونها مختلف البائعين والموردين من جميع أنحاء العالم.
1- أمازون – Amazon
الإحصائيات تشير أن أمازون هي أكبر منصة للتجارة الإلكترونية في العالم، حيث بلغ صافي مبيعاتها 280.5 مليار دولار في عام 2019.
2- إي باي eBay
يوجد حوالي 182 مليون مستخدم نشط في سنة 2019 على موقع eBay
يربط eBay تجار التجزئة والعملاء من جميع أنحاء العالم، إذ يساعد الشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم على إنشاء قاعدة عملاء دولية، وهو موقع سهل الاستخدام ويقدم عددًا من خيارات الدفع، من الحاجات التي تميز موقع eBay بشكل خاص عن المنصات الثانية على الإنترنت هو أنه يسمح للتجار بإجراء مزادات على من خلال منصتة.
3- إتسي – Etsy
يوجد لدى (إتسي) 2.5 مليون بائع و 45.7 مشتري نشط عبر الإنترنت في سنة 2019.
تعتبر إتسي المنصة المثالية للمبدعين الذين يبحثون عن سوق عبر الإنترنت لعرض منتجاتهم الفريدة والمصنوعة يدويًا، لأنها تمتلك شعبية خاصة من المبدعين المستقلين والأشخاص الذين يريدون شراء عناصر فريدة وقيمة من نوعها وحصرية ونادرة.
4- علي بابا – Alibaba
حوالي 960 مليون شخص أجروا عمليات شراء على موقع Alibaba في سنة 2019. مسجلا بذلك إيرادات بلغت 54.5 مليار دولار في نفس السنة.
يعد من أكبر المنصات التجارة الإلكترونية في العالم، واعتباره منصة فعالة بشكل خاص للوصول إلى كبار المصنعين وشراء المنتجات بكميات كبيرة منهم، سيطر علي بابا على السوق الصينية في عام 2019، بعدد يقدر بـ 960 مليون عميل نشط.
5- فايفر – Fiverr
يقدم Fiverr خدمات مستقلة، تربط هذه المنصة الشركات بالعاملين عن بعد المتخصصين في جميع أنواع الخدمات بما في ذلك التسويق الرقمي ومونتاج والبرمجة والتصميم، الدخول لموقع Fiverr مجاني للموظفين المستقلين أو كما يعرف في الوطن العربي الفريلانسر، وتبدأ تكاليف توظيف عامل عن بعد لوظيفة معينة من 5 دولار.
سجل موقع Fiverr متوسط عدد تعاملات شهرية بلغ 50 مليون معاملة في سنة 2019. وحقق إيرادات تقدر بـ 27.9 مليون دولار في الربع الثالث من سنة 2019.
6- أبورك – Upwork
مهمته تقديم خدمات المستقلة إذ يربط الشركات بالعاملين عن بُعد من جميع أنحاء العالم، سواء بدوام جزئي أو للعمل لفترة طويلة تمتد لشهور، يتخصص العاملون عن بعد الذين يستخدمون Upwork في جميع أنواع الخدمات بما في ذلك المحاسبة والتسويق وكتابة المحتوى وتطوير الويب، يمكنهم إنشاء حساب على Fiverr وتقديم معارفهم وخدماتهم للشركات من جميع أنحاء العالم.
بلغت إيراداته 67.3 مليون دولار في الربع الأخير من عام 2018. و12 مليون من العاملين المستقلين المسجلين.
التجارة الالكترونية في الجزائر:
قامــت الســلطات العموميــة بوضــع إطـار قانونـي لهـذا النـوع مـن المعامـلات مـن خـال سـن القانـون رقــم 18-05 المــؤرخ فــي 10 مــاي ،2018 الــذي يحــدد القواعــد العامــة المتعلقــة التجارة الإلكترونية، حيــث ســنورد فيمــا يلــي المفاهيــم الأساســية الــواردة فــي هــذا النــص والتــي مــن شـأنها تيسـير فهـم الاطـار العـام للتجـارة الالكترونيـة وأطرافهـا والجوانــب القانونيــة والتنظيميــة المتعلقــة بهــا.
- التجارة الإلكترونية: عرفــت المــادة السادســة مــن القانــون رقــم 18-05 التجــارة لإلكترونية علــى أنهــا " النشــاط الــذي يقــوم بموجبــه مــورد إلكترونــي باقتــراح أو ضمــان توفيــر ســلع وخدمــات عــن بعــد لمســتهلك إلكترونــي عــن طريــق الإتصالات الإلكترونية".
-المورد الإلكتروني: كل شـخص طبيعـي أو معنـوي يقـوم بتسـويق أو اقتـراح توفيـر السـلع أو الخدمـات عـن طريـق الاتصـالات الالكترونيـة
- المستهلك الإلكتروني: كل شـخص طبيعـي أو معنـوي يقتنـي بعـوض أو بصفـة مجانيـة ســلعة أو خدمــة عــن طريــق الاتصالات الإلكترونية مــن المــورد ا الإلكتروني بغــرض الاســتخدام النهائــي
- الاتصالات الإلكترونية: كل إرسـال أو اسـتقبال علامـات أو إشـارات أو كتابـات أو صـور أو أصـوات أو بيانـات أو معلومـات مهمـا كانـت طبيعتهـا، عبــر الأســلاك أو الأليــاف البصريــة أو بطريقــة كهرومغناطيســية )المــادة 10 مــن القانــون رقــم 18-04 المحــدد للقواعــد العامــة المتعلقــة بالبريــد والإتصالات الإلكترونية)
- العقد الإلكتروني : العقــد بمفهــوم القانــون رقــم 04-02 المــؤرخ فــي 23 جــوان 2004 الـذي يحـدد القواعـد المطبقـة علـى الممارسـات التجاريـة، ويتـم ابرامـه عـن بعـد، دون الحضـور الفعلـي والمتزامـن لأطرافـه باللجـوء حصريـا لتقنيـة الاتصـال الإلكتروني.
- وسيلة الدفع الإلكتروني: كل وســيلة دفــع مرخــص بهــا طبقــا للتشــريع المعمــول بــه تمكـن صاحبهـا مـن القيـام بالدفـع عـن قـرب أو عـن بعـد، عبـر منظومــة الكترونيــة.
- الاشهار الإلكتروني كل إعـلان يهـدف بصفـة مباشـرة أو غيـر مباشـرة إلـى ترويـج بيـع سـلع أو خدمـات عـن طريـق الاتصـالات الإلكترونية
- الطلبية المسبقة: تعهــد بالبيــع يمكــن أن يقترحــه المــورد الإلكتروني علــى المســتهلك الإلكتروني فــي حالــة عــدم توفــر المنتــوج فــي المخــزون
اسم النطاق: عبــارة عــن سلســلة أحــرف و/أو أرقــام مقيسة ومسجلة في السـجل الوطنـي لأسـماء النطاق، وتسـمح بالتعـرف والولـوج إلـى الموقــع الإلكتروني
وفقـا لمـا نصـت عليـه أحـكام القانـون رقـم 18-05 المتعلــق بالتجــارة الإلكترونيــة، حيــث ســنتناول مجــال تطبيــق التجـارة الإلكترونيــة وشـروطها ومتطلباتهـا فضلا عـن التزامـات وحقــوق أطرافهــا .
.1 مجال تطبيق القانون :
يطبــق القانــون الجزائــري فــي مجــال المعامــلات التجاريــة الالكترونيـة فـي حالـة مـا إذا كان أحـد أطـراف العقـد الإلكتروني:
- متمتعا بالجنسية الجزائرية
- مقيما إقامة شرعية في الجزائر
- شخصا معنويا خاضعا للقانون الجزائري
- أو كان العقد محل إبرام أو تنفيذ في الجزائر
تمنـع كل معاملـة عـن طريـق الاتصالات الإلكترونيــة تتعلـق بلعب القمار والرهان واليانصيب، المشروبات الكحولية والتبغ، المنتجات الصيدلانية، المنتجـات التـي تمـس بحقـوق الملكيـة الفكريـة أو الصناعيـة أو التجاريـة، كل سلعة أو خدمة محظورة بموجب التشريع المعمول به
2 أبرز المخاطر المرتبطة بالتسوق الإلكتروني:
- انتشــار وكثــرة المواقــع والصفحــات والمنصــات التــي تعــرض علـى المسـتهلك سـلعا وخدمـات يكثـر عليهـا الطلـب وبأسـعار رخيصـة جـدا وخصومـات مغريـة للغايـة، وذلـك بهـدف النصـب علــى المســتهلك.
- ســرقة هويــات متســوقي المتاجــر الإلكترونيــة أو بطاقاتهــم الإئتمانيــة واســتعمال بياناتهــم الشــخصية فــي عمليــات شــراء عنــه تحمــل تكاليــف ســلع وخدمــات عبــر الأنترنــت، ممــا ينجــر علــى عاتــق أصحابهــا الفعلييــن
- استيراد سلع ممنوعة من التداول في الأسواق المحلية
- خطــر قرصنــة بطاقــات الدفــع الإلكترونــي والمعطيــات الشـخصية لاسـيما عبـر الرسـائل الإلكترونيـة مجهولـة المصـدر، المواقــع المزيفــة والتطبيقــات الإلكترونيـة أو البرمجيــات غيــر الموثوقــة.
- خطـر التعامـل مـع متعامليـن مجهولـي الهويـة نظـرا لطبيعـة وخصوصيـة المعاملـة التجاريـة فـي الفضـاء الافتراضـي، ممـا قـد ينجـر عنـه صعوبـة الحصـول علـى الدلائـل الماديـة فـي حالـة رفـع شـكوى.
2 الشروط والمتطلبات المتعلقة بالمورد
أ. شروط ممارسة التجارة الإلكترونيـة
يشــترط لممارســة التجــارة الإلكترونيـة احتــرام الشــروط الــواردة فـي المـادة 8 مـن القانـون رقـم 18-05 والتـي نوردهـا فيمـا يلـي:
- التسـجيل فـي السـجل التجـاري أو فـي سـجل الصناعـة التقليديـة والحرفيـة، حسـب الحالة،
- نشــر موقــع إلكترونــي أو صفحــة إلكترونيــة علــى الأنترنــت، مســتضاف فــي الجزائــر،
- الحصول على اسم النطاق الجزائري dz.com
- توفر الموقع على وسائل تسمح بالتأكد من صحته
- إيــداع اســم النطــاق لــدى مصالــح المركــز الوطنــي للســجل التجــاري.
ب. شروط المعاملة التجارية:
تخضــع المعاملــة التجاريــة الإلكترونيـة إلــى شــروط علــى النحــو التالــي:
- استباق المعاملة التجارية بعرض تجاري إلكتروني،
- توثيق المعاملة بعقد إلكتروني،
- مصادقة المستهلك على العقد الإلكتروني.
ملاحظــة: فــي حالــة عــدم احتــرام هــذه الشــروط مــن طــرف المورد، يمكـن للمسـتهلك الإلكترونـي أن يطلـب إبطـال العقـد والتعويــض عــن الضــرر الــذي لحــق بــه.
ج. متطلبات العرض الإلكتروني.
يجــب أن يكــون العــرض الإلكتروني مرئيــا ومقــروءا ومفهومــا، فضــلا عــن احتوائـه علــى الأقـل علــى:
- رقـم التعريـف الجبائـي والعناويـن الماديـة والإلكترونية ورقـم هاتـف المـورد الإلكتروني.
- رقم السجل التجاري أو رقم البطاقة المهنية للحرفي،
- طبيعــة وخصائــص وأســعار الســلع والخدمــات المقترحــة باحتســاب كل الرســوم،
- حالة توفر السلعة أو الخدمة،
- كيفيات ومصاريف وآجال التسليم،
- الشــروط العامــة للبيــع، لاســيما البنــود المتعلقــة بحمايــة المعطيــات ذات الطابــع الشــخصي،
- شروط الضمان التجاري وخدمة ما بعد البيع،
- طريقة حساب السعر عندما لا يمكن تحديده مسبقا،
- كيفيات وإجراءات الدفع،
- وصف كامل لمختلف مراحل تنفيذ المعاملة الإلكترونية،
- مدة صالحية العرض عند الاقتضاء،
- شروط وآجال العدول عند الاقتضاء،
- طريقة تأكيد الطلبية،
- موعــد التســليم وســعر المنتــوج موضــوع الطلبيــة المســبقة وكيفيــات إلغــاء الطلبيــة المســبقة عنــد الاقتضــاء،
- طريقة إرجاع المنتوج أو استبداله أو تعويضه،
- تكلفـة اسـتخدام وسـائل الاتصـالات الإلكترونيـة عندما تحتسـب علـى أسـاس آخـر غيـر التعريفـات المعمـول بها.
د. مضمون العقد الإلكتروني:
يجب أن يحتوي العقد الإلكتروني على:
- الخصائص التفصيلية للسلع أو الخدمات ،
- شروط وكيفيات التسليم،
- شروط الضمان وخدمات ما بعد البيع،
- شروط فسخ العقد الإلكتروني،
- شروط وكيفيات الدفع،
- شروط وكيفيات إعادة المنتوج،
- كيفيات معالجة الشكاوي،
- شروط وكيفيات الطلبية المسبقة عند الاقتضاء،
- الشـروط والكيفيـات الخاصـة المتعلقـة بالبيـع بالتجريـب عنـد الاقتضـاء،
- الجهة القضائية المختصة في حالة النزاع،
- مدة العقد حسب الحالة،
ملاحظــة: فــي حالــة عــدم احتــرام هــذه الشــروط مــن طــرف المـورد، يمكـن للمسـتهلك الالكترونـي أن يطلـب إبطـال العقـد والتعويــض عــن الضــرر الــذي لحــق بــه.
ه. مسؤوليات وواجبات المورد الإلكتروني:
يترتـب عـن إبـرام العقـد مسـؤوليات وواجبـات تقـع علـى عاتـق المـورد الإلكترونـي وهـي علـى النحـو الآتـي:
- بعــد إبــرام العقــد، يعتبــر المــورد مســؤول علــى حســن تنفيــذ الالتزامــات المترتبــة عــن هــذا العقــد، ســواء تــم تنفيذهــا مــن قبلــه أو مــن قبــل مــؤدي خدمــات آخريــن،
- إرسـال نسـخة إلكترونيـة مـن العقـد إلـى المسـتهلك الإلكترونـي بعـد إبرامـه،
- إعــداد فاتــورة وفقــا للتشــريع والتنظيــم المعمــول بهمــا، وتســليمها للمســتهلك،
- اســتعادة المنتــوج علــى حالتــه فــي حالــة عــدم احتــرام آجــال التســليم،
- اســتعادة المنتــوج فــي حالــة تســليم عــرض معيــب أو غيــر مطابــق للطلبيــة،
- عدم الموافقة على طلبية منتوج غير متوفر في مخزونه،
- حفــظ ســجلات المعامـلات التجاريــة المنجــزة وتواريخهــا وإرســالها إلكترونيــا إلــى المركــز الوطنــي للســجل التجــاري،
- الاكتفــاء بجمــع المعطيــات ذات الطابــع الشــخصي الضروريــة لابــرام المعاملات التجاريــة، بعــد الحصــول علــى موافقــة المســتهلك، مــع ضمــان أمنهــا وســريتها.
.3 حقوق والتزامات المستهلك الالكتروني:
.1.3حقوق المستهلك الالكتروني:
- الحصول على نسخة إلكترونية من العقد بعد إبرامه،
- الحصول على فاتورة تسلم من طرف المورد،
- الحصــول علــى ســلعة مطابقــة للطلبيــة، وغيــر معيبــة، وفــي آجــال التســليم،
- إمكانيــة إرجــاع الســلعة علــى حالتهــا فــي حالــة عــدم احتــرام آجـال التسـليم، أو فـي حالـة تسـلّم عـرض معيـب أو غيـر مطابــق للطلبيــة،
.2.3 التزامات المستهلك الإلكتروني :
- دفـع الثمـن المتفـق عليـه فـي العقـد الالكترونـي بمجـرد إبرامه، مـا لـم ينـص العقـد الالكترونـي علـى خـلاف ذلك،
- توقيـع وصـل اسـتلام عنـد التسـليم الفعلـي للمنتـوج أو تأديـة الخدمـة موضـوع العقـد الالكترونـي،
- تسلم نسخة من وصل الاستلام وجوبا.
.4 الدفع في المعاملات الالكترونية
- يتـم الدفـع فـي المعامـلات التجاريـة الالكترونيـة إمـا عـن بعـد أو عنـد تسـليم المنتـوج، عـن طريـق وسـائل الدفـع المرخـص بهـا، وفقـا للتشـريع المعمـول بـه.
- عندمـا يكـون الدفـع إلكترونيـا، فإنـه يتـم مـن خـلال منصـات دفع حصريــا مخصصــة لهــذا الغــرض، منشــأة ومســتغل البنـوك المعتمـدة مـن قبـل بنـك الجزائـر وبريـد الجزائـر وموصولـة بــأي نــوع مــن أنــواع محطــات الدفــع الإلكترونيــة عبــر شــبكة. كمــا المتعامــل العمومــي للمواصــلات الســلكية واللاســلكية
- تخضــع هــذه المنصــات لرقابــة بنـك الجزائــر لضمــان اســتجابتها لمتطلبــات التشــغيل البينــي وســرية البيانــات وســامتها وأمــن تبادلهــا.
- يتـم الدفـع فـي المعلامـات التجاريـة العابـرة للحـدود، حصريـا عـن بعـد، عبـر الاتصـالات الإلكترونيــة.
- يجـب أن يكـون وصـل موقـع الانترنـت الخـاص بالمـورد الإلكترونـي بمنصــة الدفــع الإلكترونيــة مؤمنــا بواســطة نظــام تصديــق إلكترونــي.