Aperçu des sections

  • مفردات مقياس نظرية الأدب / محاضرة:

    1_ مدخل إلى نظرية الأدب.

    2_ الأدب والفلسفة والعلم.

    3_ النظرية الأدبية والدرس النقدي.

    4_ الأدب والدراسات البينية.

    5_ الأدب وعلم الجمال 1

    6_ الأدب وعلم الجمال2

    7_ الأدب والثقافة.

    8_ الأدب والفنون.

    9_ الأدب والاتجاهات الفكرية.

    10_ النظرية الأدبية في التراث.

    11_ نظريات الأدب الحديثة.

    12_ سوسيولوجيا الأدب.

    13_ الأدب ومجتمع المعرفة.

    14_ الأدب والتكنولوجيا.

    • Section 3

      مقياس نظرية الأدب

      تخصص أدب جزائري.

      ثانية ماستر

       المحاضرة الثانية:    الأدب والفلسفة والعلم.

      مقدمة: 

      الأدب والفلسفة والعلم ثلاثة أقانيم للمعرفة الإنسانية. وعلى الرغم من بينها من حيث المادة والمنهج والغاية، فهناك تداخلا بينها، او بالأحرى علاقات تبادل. فكيف يتجسد ذلك؟

        قبل الشروع في مقاربة هذه العلاقات نقف اولا مع بعض التحديدات المفاهيمية لهذه الأنشطة الفكرية.

      1. لقد تعددت مفاهيم الأدب واختلفت من عصر إلى آخر، بل بين مدرسة وأخرى ومنهج ومنهج. ويمكن ان نقف مع بعضها كأن نقول: "الأدب شكل خاص من أشكال التعبير، مادته اللغة."

      أو :" هو نسيج من الفضاءات البيضاء والفجوات، التي يجب أن ملؤها، وان الذي أنتجه (أرسله) كان ينتظر دائما بأنها ستملأ."

      أو " الأدب مجموعة من الطرق توفر التواصل بين ذوات الناس والكتابة أكثر مما هي مجموعة من الصفات الملازمة للأدب تعرض من خلال أنواع من الكتابة".

      2. الفلسفة: ومن مفاهيمها: "محبة الحكمة"

      - "علم العلل الأولى".

      - "هي أكثر العلوم دقة منظورا إليها من زاوية مناهجها وهو ما يعود في رأي أرسطو إلى القول بأنها أصل المبادئ.".

      " هي العلم الأكمل بين المعارف التي يمكن معرفتها".

      " هي معرفة الوجود من حيث هو وجود".

      3. العلم : " هو معرفة الأشياء واكتناه باطنها نظريا وعمليا بطرق منهجية واضحة."

      _ الأدب والفلسفة:

         تبدو العلاقة بين الأدب والفلسفة ملتبسة، فبقدر ما يظهران من تعايش احتفظ كل ميدان باستقلاليته.

          ففي الثقافة اليونانية نجد أن السوفسطائيين اعتنوا عناية فائقة بفن الخطابة، وكانوا على قدر كبير من البلاغة، من أجل تحقيق غاياتهم الحجاجية.

        كما اهتم أرسطو بالأدب فدرس الشعر ووضع أسسه في كتابه " فن الشعر" بالإضافة إلى كتاب " فن الخطابة". دون ان ننسى وضعه لأسس التراجيديا والكوميديا.

        أما أفلاطون وعلى الرغم من إقصائه للشعراء من جمهوريته الفاضلة، على اعتبار أن ما يقدمونه هو محض إلهام ومحاكاة متصنعة لا يمثلون القدوة الجيدة للأطفال. يقول : " الشاعر شيء خفيف، شيء مجنح، شيء مقدس، لم يتوصل بعد إلى الخلق حتى يصبح الذي يسكنه إلها ويفقد رأسه فلا يعود ذهنه ملكا له". ومن هنا ولدت النظرة الدونية اتجاه الشعر والشعراء، لكن ذلك لم يعف أفلاطون من الاستعانة في محاوراته بالشعر والحكايات والقصص والملاحم والأساطير والأمثال.

        وقد تغلغلت هذه هذه المقولة في ثنايا الفكر الفلسفي، وظلت الفلسفة محافظة على تعاليها؛ باعتبارها تقدم تصورا عقلانيا وموضوعيا عن الوجود بواسطة منهج تحليلي صارم . في حين يجنح الخطاب الأدبي نحو الخيال وإظهار الانفعالات والاهتمام بالجانب الشكلي بغاية تحقيق المتعة. بينما غاية الخطاب الفلسفي البحث عن الحقيقة وتفسير ظواهر الوجود والبحث في عللها.

        وإذا عرجنا على الثقافة العربية الإسلامية فسنلاحظ الانفصال بين حقلي الأدب والفلسفة كاشتغال في ميدان الفكر، لكن هذا لم يمنع من تسرب التأثرات بين الحقلين؛ إذ نجد الفلاسفة يستعينون بالشعر والأدب ومنهم من يقرض الشعر، والأمر ذاته لدى الأدباء، فوجدناه يطلقون على أبي حيان التوحيدي لقب أديب الفلاسفة وفيلسوف والأدباء، وعلى أبي العلاء المعري شاعر الفلاسفة وفيلسوف الشعراء.

        ومع بداية عصر الحداثة الغربية بدأت بعض الأصوات تعلو منادية بضرورة الانتباه إلى دور الأدب في تطعيم الفلسفة برؤى جديدة ومدها بروافد معرفية ثرية. ويذكر نيتشة أن " الشعر هو المدخل الأعمق لولوج عالم الفكر" . وقد  ورد في كتابه "ولادة التراجيديا" قوله: " على الفلسفة أن تحد من التفكير المنطقي الصارم وتعود إلى الجانب الوجداني الذي يمثله السرد الروائي".

         أما ميرلو بونتي فعد أن " التعبير الفلسفي يتحمل نفس ما يتحمله التعبير الأدبي ، إذا كان العالم قد جعل على نحو لا يمكن التعبير عنه إلا داخل حكايات".

        وذهب ميلان كونديىا في كتابه " ثلاثية حول الرواية، فن الرواية" إلى أن الأدب والفلسفة عملا جنبا إلى جنب على تأسيس الحداثة الغربية؛ إذ أن ذات ديكارت المفكرة تسعى إلى كشف أسرار العالم، ورواية سيرفانتس تسعى لكشف هذه الذات وتطلعاتها وأشواقها.

        غير أن توثق الصلات والوشائج بين الأدب والفلسفة لم يتم بصورة ملموسة إلا مع رواد ما بعد الحداثة؛ ذلك أن النظرة التي تبناها الكتاب ما بعد الحداثيون قامت على تحطيم الثنائيات( الروح والجسد، المعنى والمبنى، الفرد والمجتمع، الحرية والحتمية...) .

        وهكذا عنيت ما بعد الحداثة بالأدب بصورة خاصة، وانتفضت على كثير من المعايير العقلانية الصارمة، التي يوليها المنهج الفلسفي اهتماما خاصا. ويمكن تلمس ذلك في كتابات جيل دولوز "حوارات في الفلسفة والأدب والتحليل النفسي والسياسة" أو لدى جاك دريدا في كتابه " الغراماتولوجيا" .بل إن كتاب " هسيس اللغة" لرولان بارث هو تجسيد للتداخل بل ولسقوط الحواجز القائمة بين الأدبي والفلسفي.

        وكان من نتائج ذلك:

      _ ظهور  فكر فلسفي أدبي.

      _ إعادة الاعتبار الابستمولوجي للأدب.

      _ تراجع الحدود بين الأدب والفلسفة.

        وبسبب هذا التداخل برزت أسئلة جديدة على الساحة الفكرية حول:

      _ أدبية الفلسفة.

      _ المحتوى الفلسفي للأدب.

      _ أيهما أقدر على تناول القضايا المعرفية والجمالية والميتافيزيقية والأخلاقية؟

      _ الأشكال الأدبية للفلسفة.

      _ الأشكال الفلسفية للأدب.

      _ نماذج من الأدب الفلسفي العالمي:

         _ أوغسطينوس: DeMagestro ( ق 4 م)

         _ أبو العلاء المعري: رسالة الغفران(ق4 ه)

          _ ابن طفيل : حي بن يقظان (ق12م).

          _ دانتي الأليجييري: الكوميديا الإلهية (ق14 م)

          _ فولتير: كانديد (1759).

          _ تولستوي: الحرب والسلام (1869).

           _ نيتشة : هكذا تكلم زرادشت ( 1885).

           _ ت .س. إليوت: الأرض اليباب( 1922)

           _ توماس مان : الجبل السحري( 1924).

           الأدب والعلم:

        على عكس العلاقة بين الأدب والفلسفة فإن العلاقة بين الأدب والعلم كانت واضحة، أي أن كلا منهما كان مستقلا عن الآخر من حيث المنهج والأدوات والغايات. وتشير بعض الدراسات إلى ان الأدب لم يتفاعل مع العلوم الحقة إلا عن طريق العلوم الإنسانية(علم النفس، علم الاجتماع، الأنثروبولوجيا، التاريخ...) ذلك ان النظرتين العلمية والأدبية مختلفتان؛ وكما يقال فالزنبقة في نظر عالم النبات هي مجرد Hexandria Monoginia بينما هي في نظر الشاعر " سيدة الحديقة" و" زهرة النور" . والمسألة بطبيعة الحال تتجاوز مسألة التعبير الأدبي بقدر ما تعني استقلال الحقلين المعرفيين عن بعضهما واختلاف نظرتهما نحو المادة محل الدراسة.

        لذلك فقد قامت العلوم الإنسانية ببلورة الوعي النقدي الجديدة، عن طريق السعي إلى إخضاع الأدب للدراسة العلمية. فكانت ولادة المنهج التاريخي ثم الاجتماعي بظهور علم الاجتماع الأدبي، وتحت تأثير دراسات فرويد توثقت الصلة بين الأدب وعلم النفس. كما كان للمنهج البنيوي التكويني لدى بيير زيما ولوسيان غولدمان دور حاسم في توثيق هذه العلاقة، ناهيك عن الدةر الحاسم الذي قامت به المناهج النقدية في التقريب بين الحقلين.

         وقد تجسد هذا التقارب من خلال انفتاح العلم والأدب على بعضهما في عصر تميز بالتبادل المعرفي بين شتى الأنشكة الفكرية. فكان من نتائج ذلك نشاط أدب الخيال العلمي الذي حقق فتوحات معتبرة.ومع الثورة الرقمية برز الأدب الرقمي أو التفاعلي استجابة للتطورات العلمية الحاصلة في مجال  التكنولوجيا والتواصل.

         





      • Section 6