بعض مؤشرات قوة الاقتصاد الأمريكي (قبل ازمة1929)
كانت أوربا ولا سيما بريطانيا قبل الحرب العالمية الأولى المهيمن اقتصاديا وتقنيا, لكن هذه الحرب غيرت في القيادة العالمية لصالح الو.م.ا, كما وضعت حدا للعصر الجميل, إلا أن نهايتها كانت مصحوبة بفترة جديدة من التطور الاقتصادي في عشرينيات القرن العشرين ( العشرينيات الصاخبة) بحيث كان الازدهار والتطور أقوى في الو.م.ا التي أصبحت القوة الاقتصادية الرائدة في العالم. و في الجدول التالي نستعرض بعض المؤشرات التي تعكس قوة الاقتصاد الأمريكي عشية الأزمة الاقتصادية لسنة 1929.
أضافة إلى كل ذلك نجد أن تطور الأسواق المالية والأنشطة الائتمانية, شجع الأسر الأمريكية على اللعب في سوق الأوراق المالية ( البورصة ) باللجوء إلى الاستثمار المضارب في الأسهم لإثراء أنفسهم في وقت استمرت فيه قيمة الأسهم بالزيادة منذ 1918 وكذلك 1929 بحيث تقدم مؤشر الأسهم بنسبة 300% تقريبا.
بالنسبة لألمانيا فهي تميزت بين 1922 و 1923 بظاهرة ( التضخم المفرط) لسداد ديونها من دفع التعويضات عن الأضرار التي لحقت بالحلفاء, لذلك لجأت إلى طبع النقود (création, monétaire) ما أدى إلى التضخم وارتفاع الأسعار التي تتغير عدة مرات في الشهر, بل حتى في اليوم الواحد, فلم تعد بذلك العملة الألمانية (المارك) تمارس وظائف مخزن القيمة ووسيط التبادلات ففي ديسمبر 1922 استغرق الأمر ما يقرب من 7000 مارك للحصول عل واحد دولار(1$), وفي نهاية 1923 وصل معدل التضخم إلى 1000000 % (مليون بالمئة).