دور الإعلام في محاربة الفساد المالي والإداري.

مقدمة:

 من أبرز التحديات التي تواجه المجتمعات عبر العالم وهو ظاهرة الفساد بمختلف أشكاله وعلى وجه الخصوص الفساد المالي والاداري، ونظرا للأضرار المترتبة عنه يقوم الإعلام بتأدية دور حيوي في محاولة القضاء عليه ومحاربته باستخدام طرق تزيد من وعي المجتمع وتزوده بالمعلومات الكافية حول هذه الأنشطة الفاسدة.

2- دور الإعلام في محاربة الفساد المالي والإداري:

يلعب الإعلام دورًا حيويًا في مكافحة الفساد الإداري والمالي من خلال عدة آليات:

-الكشف والتوعية: يسهم الإعلام في كشف حالات الفساد عن طريق كتابة المقالات واستظهار بيانات حول الفساد وآثاره وتعزيز الوعي العام حول مخاطرها، مما يساعد في الضغط على السلطات لمحاسبة المفسدين.

-التنسيق مع الجهات الرسمية: يجب على وسائل الإعلام التنسيق مع الهيئات الرقابية والقضائية لتسهيل التحقيقات في قضايا الفساد والتزود بالمعلومات الكافية عن القضية من أجل استخدامها خلال مكافحتهم للفساد.

-تعزيز ثقافة النزاهة: يعمل الإعلام على نشر ثقافة مكافحة الفساد ويدعم النزاهة والشفافية عبر شتى مجالات العمل وازدراء المفسدين، مما يساهم في بناء مجتمع واعٍي تسوده النزاهة.

3- أثر الإعلام على مكافحة الفساد المالي والاداري

يُعتبر الإعلام "السلطة الرابعة" التي تراقب أداء الحكومات وتكشف عن الفساد بكافة أشكاله باستخدام عدة طرق، مما يُسهم في محاسبة المفسدين من خلال حملات توعوية وتغطيات صحفية يقوم بها الصحفيين، كما يمكن للإعلام أن يُشجع على ثقافة النزاهة ويُحارب الفساد الاجتماعي والسياسي والفساد المالي والاداري لما لهم من أضرار على المصلحة العامة وتأثير على المجتمع. بالإضافة إلى أن تعزيز التواصل بين كل من الإعلام والجهات الرقابيةيمكن من تحقيق نتائج فعالة من شأنها أن تكشف المستوى الذي تعرض للفساد والأضرار المترتبة عنه وآثاره على المجتمع وإنطلاقا من هذه المعلومات يمكن للصحفي ان يقوم بزيادة الوعي المجتمعي عن طريق نشرها في سبيل مكافحة الفساد في المجتمع.

4- أنواع وسائل الاعلام المستعملة في محاربة الفساد المالي والاداري:

تعتمد وسائل الاعلام على عدة طرق لمكافحة الفساد المالي والاداري أبرزها:

-الصحافة المكتوبة: تلعب دورًا في نشر التحقيقات والأخبار المتعلقة بالفساد.

-التلفزيون والإذاعة: يمكن استخدامها لتوعية الجمهور وتعزيز الشفافية من خلال برامج توعوية.

-الإعلام الرقمي: يشمل المواقع الإلكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي وكذلك المنصات التي توفرها التكنولوجيا، وهذا ما يعمل على نشر المعلومات بسرعة، مما يعزز من قدرة المجتمع على محاسبة المسؤولين ويزيد من الوعي بمخاطر الفساد.

-قنوات خاصة: يمكن تخصيص قنوات أو برامج خاصة للموظفين للإبلاغ عن حالات الفساد دون خوف من الانتقام أو من الملاحقة شرط أن توفر الدولة الحماية القانونية لكل من الصحفي والمبلغ عن حدوث الفساد في أي قطاع كان.

-حملات التوعية: تهدف إلى رفع الوعي المجتمعي حول الفساد وطرق مكافحته.

5- دعم التكنولوجيا للاعلام لمكافحة الفساد والادوات المستعملة لتحسين الوعي بالفساد المالي والاداري:

1-5- دعم التكنولوجيا للإعلام لمكافحة الفساد المالي والإداري:

تدعم التكنولوجيا الصحفيين خلال عملية مكافحة الفساد من خلال عدة آليات مبتكرة من شأنها أن تسهل العملية، منها:

-تحليل البيانات: وتدخل في إطار أدوات التحليل وجمع البيانات والبحث عنها، فهي تمكن الصحفيين من تحليل كميات ضخمة من البيانات لاكتشاف الأنماط المرتبطة بالفساد والآثار الناجمة عنه من بينها Excel وGoogle Sheets

-المنصات الرقمية: وهي تندرج ضمن إطار التواصل والمشاركة مثلEX.CO وThe Atavist، إذ تعد المنصات الرقمية من بين الميزات التي تسهل على الصحفي نشر المعلومات التي تلزم لتحصيل الوعي المجتمعي بسرعة، مما يعزز الشفافية ويزيد من الوعي العام حول قضايا الفساد المالي والإداري عبر مختلف القطاعات.

-التقنيات الحديثة: وذلك عن طريق الذكاء الاصطناعي، كما تساعد في رصد الأنشطة المشبوهة وتوثيقها، مما يعزز من قدرة الصحفيين على تقديم الأدلة،مثلTranskriptor وFrasee اللذان يساهمان في توفير الوقت على الصحفي وتحسين الانتاج.

2-5  - يمكن للإعلام استخدام عدة أدوات لتحسين الوعي بالفساد، منها:

-التحقيقات الاستقصائية: تكشف عن الفساد من خلال تقارير مفصلة وتحليل دقيق للبيانات.

-قوانين الوصول إلى المعلومات: تسهل على الصحفيين مهمة الحصول على المعلومات والبيانات الضرورية من قبل الأشخاص المبلغين عن الفساد في اطار كشف الفساد.

-التوعية المجتمعية: نشر ثقافة مكافحة الفساد عبر برامج توعوية وحملات إعلامية الغرض منها التقليل من انتشار الفساد وتضييق مساحته وتسليط الضوء عليه وعلى ممارسيه.

-التعاون مع منظمات المجتمع المدني: من خلال تعزيز الجهود المشتركة لمكافحة الفساد وتبادل المعلومات بغية تحقيق الهدف المنشود ألا وهو القضاء على الفساد عبر مختلف المجالات.

6 - تحديات التي تواجه الاعلام:

يواجه الاعلام خلال محاربته للفساد العديد من الصعوبات والتحديات التي قد تجعل في بعض الاحيان مهمته شبه مستحيلة أو صعبة نذكر منها:

-التهديدات الأمنية: يتعرض الصحفيون الذين يتناولون قضايا الفساد إلى مخاطر جسيمة قد تودي بحياتهم إلى الموت مثل الاعتقال والترهيب، مما يعيق قدرتهم على التحقيق، وبالتالي فإنه من الضروري توفير الحماية للصحفيين الذين يكشفون عن الفساد لضمان عدم تعرضهم الملاحقة.

-نقص الموارد: قلة التمويل المخصص للتحقيقات الاستقصائية تحد من قدرة الإعلام على كشف الفساد.

-الرقابة الذاتية: الخوف من العواقب القانونية والسياسية يجعل بعض الصحفيين يتجنبون تناول قضايا الفساد.

-غياب الحماية القانونية: عدم وجود قوانين كافية لحماية الصحفيين والمبلّغين عن الفساد يزيد من صعوبة عملهم.


آخر تعديل: Sunday، 12 January 2025، 7:58 PM