المحور الثاني: نشأة وتطور الإدارة الإلكترونية

أولا- نشأة الإدارة الإلكترونية:

الإدارة الإلكترونية هي منظومة إلكترونية متكاملة تهدف إلى تحويل العمل الإداري العادي من إدارة يدوية إلى إدارة باستخدام الحاسب وذلك بالاعتماد على نظم معلوماتية قوية تساعد في اتخاذ القرار الإداري بأسرع وقت وبأقل التكاليف، يمكن أن تشمل كلا من الاتصالات الداخلية والخارجية لأي منظمة.

الإدارة الإلكترونية نشأت في أوائل الثمانينات من القرن الماضي، وذلك بعد ظهور أول حاسب شخصي في عام 1975، وبعد ذلك تطورت بشكل كبير في التسعينات مع ظهور شبكة الإنترنت، وأصبحت تستخدم في جميع المجالات، سواءً كانت حكومية أو خاصة.

1.  الإدارة والأنترنيت  :

إذا كان لابد من وضع العلاقة بين الإدارة والانترنيت في سياق الدراسات والتحليلات الحالية فإن هذه العلاقة تشهد تجاذبا شديدا يصل في بعض الأحيان إلى حد التنافي المتبادل فهذه العلاقة لازالت منذ أول ظهور عام للإنترنيت عام 1994(حيث تم توسيع نطاق وأغراض البحث الأكاديمي والعسكري إلى الاستخدامات العامة ومنها استخدامات الأعمال) وحتى الآن تتراوح بين نهايتين قصوتين هما [ نجم عبود نجم، 2009، ص 117-118]  

الأولى: النهاية القصوى القائمة على الإدارة (إدارة زائد مقابل إنترنت ناقص)، وعند هذه النهاية القصوى فإن الإنترنيت ليس سوى أداة أو وسيلة من وسائل الإدارة لا تختلف كثيرا عن الوسائل الأخرى وتأثيراتها على الأعمال كما هو الحال في اختراع السكك الحديد في القرن التاسع عشر أو اختراع الهاتف .

الثانية: النهاية القصوى القائمة على الإنترنيت (إدارة ناقص مقابل إنترنيت زائد) وعند هذه النهاية فإن كل شيء قد تغير مع الإنترنيت سواء في الشركات أو في الإدارة.

أو في إنشاء القيمة، وأن تكنولوجيات أصبحت ذات تأثيرات عميقة وواسعة بدرية أصبحت تقود كل شيء بما في ذلك الإدارة ومبادئها ووظائفها وربما تفكيك الشركات وتحويلها إلى مجرد مشروعات صغيرة أو فردية بنية لا تكتسب كل التعقيد الذي كانت الإدارة تكتسب أهميتها منه في السياق.

2. الإنترنيت أكبر مستودع للمعلومات:

لقد تطورت الإنترنيت من الاستخدامات المحدودة إلى الاستخدامات الواسعة المفتوحة فلأب السابق لإنترنيت كان مشروع الأبرنت (Apernet) المطور بواسطة وكالة مشروعات البحوث المتقدمة في وزارة الدفاع الأمريكية في الستينات وجاءت بعدها المبادرات المبكرة لتطوير الإنترنيت المتعلقة بربط شبكات الجامعات ومراكز البحوث كما في مشروع (NFSNET) في الولايات المتحدة، و الشبكة الأكاديمية المشتركة (JAN) في بريطانيا، ثم كان تطور الإنترنيت إلى أن تصبح شبكة عالمية واسعة ذات مواصفات مفتوحة تسمح بالوصول الحر ما بين شبكات الحواسيب مع إمكانات عظيمة لمجموعة كبيرة من التكنولوجيات التي تسمح بنقل النص والصورة وبوابات فائقة للمعلومات تساعد على تحقيق التكامل بين شبكات الحواسيب والشبكة العالمية الواسعة.[نجم عبود نجم، 2009 ،ص25]  

 

ثانيا- مراحل تطور الإدارة الإلكترونية:

يمكن تقسيم تطور الإدارة الإلكترونية إلى مراحل مختلفة، وفقًا لما يلي :

1.   المرحلة الأولى (التشغيلية)تركز على استخدام التقنيات الإلكترونية لتحسين العمليات التشغيلية للمؤسسات.

2. المرحلة الثانية (التكاملية)تركز على تطوير نظم المعلومات المتكاملة لدعم العمليات التشغيلية.

3. المرحلة الثالثة (الإدارة الإستراتيجية): تركز على استخدام التقنيات الإلكترونية لدعم صنع القرارات والإدارة الاستراتيجية.

4. المرحلة الرابعة (الإدارة المعرفية): تركز على استخدام التقنيات الإلكترونية لدعم إدارة المعرفة والابتكار.

ثالثا- الإدارة الإلكترونية والإدارة العلمية:

الإدارة الإلكترونية والإدارة العلمية هما مجالان مختلفان.

 الإدارة العلمية تركز على تطوير نظريات وأساليب الإدارة، بينما تهدف الإدارة الإلكترونية إلى تحويل العمل الإداري التقليدي إلى عمل إداري يستخدم الحاسب والتكنولوجيا المعلوماتية لتحسين كفاءة وفعالية العمل .

رابعا- التقنيات المستخدمة في الإدارة الإلكترونية:

تستخدم الإدارة الإلكترونية العديد من الأدوات التقنية لتحسين كفاءة وفعالية العمل، ومن بين هذه الأدوات:

  1. نظم المعلومات الإداريةتساعد في تحسين إدارة المعلومات والبيانات، وتشمل نظم إدارة المحتوى، ونظم إدارة الوثائق، ونظم إدارة الأرشفة.
  2. البريد الإلكترونييستخدم للتواصل بين الموظفين داخل المؤسسة، وكذلك للتواصل مع العملاء.
  3. التطبيقات المكتبيةتشمل برامج مثل Microsoft Office و Google Workspace، والتي تستخدم لإنشاء وتحرير المستندات والجداول الإلكترونية.
  4. برامج إدارة المشاريعتستخدم لإدارة المشاريع والمهام، وتشمل برامج مثل Trello و Asana.
  5. برامج التحليل الإحصائيتستخدم لتحليل البيانات والإحصائيات، وتشمل برامج مثل SPSS و SAS.


آخر تعديل: Saturday، 18 November 2023، 8:11 PM