الأدب والفلسفة والعلم

مفهوم الأدب:

مفهوم الفلسفة والعلم:

1. الأدب:

لقد تعددت مفاهيم الأدب واختلفت من عصر إلى آخر، وبين مدرسة وأخرى، بل بين منهج ومنهج. ويمكننا الوقوف عند بعضها فنقول:"« الأدب شكل خاص من أشكال التعبير مادته اللغة" ».

أو هو «" نسيج من الفضاءات البيضاء والفجوات، التي يجب ملؤها، والذي أنتجه (أرسله) كان ينتظر دائما بأنها ستملأ" »

أو أنّه «" مجموعة من الطرق توفر التواصل بين ذوات الناس والكتابة وأكثر مما هي مجموعة من الصفات الملازمة للأدب تعرض من خلال أنواع من الكتابة". »

2. الفلسفة:

ومن مفاهيمها:

_ محبة الحكمة.

_ علم العلل الأولى.

هي أكثر العلوم دقة منظورا إليها من زاوية مناهجها، وهو ما يعود في رأي أرسطو إلى القول بأنها"أصل المبادئ" أو هي : "العلم الأكمل بين المعارف التي يمكن معرفتها" أو " هي معرفة الوجود من حيث هو وجود".

3. العلم: " هو معرفة الأشياء واكتناه باطنها نظريا وعمليا بطرق منهجية واضحة".

علاقة الأدب والفلسفة قديما:

تبدو العلاقة بين الأدب والفلسفة ملتبسة، فبقدر ما بينهما من تعايش فقد احتفظ كل ميدان باستقلاليته؛ ففي الثقافة اليونانية نجد أنّ السوفسطائيين اعتنوا عناية فائقة بفن الخطابة، وكانوا على قدر كبير من البلاغة، بهدف تحقيق غاياتهم الحجاجية.

كما اهتم أرسطو بالأدب فدرس الشعر ووضع أسسه في كتابه "فن الشعر" بالإضافة إلى كتاب" فنّ الخطابة" دون أن ننسى استنباطه لأسس التراجيديا والكوميديا.

أمّا أفلاطون وعلى الرغم من إقصائه للشعراء من جمهوريته الفاضلة، على اعتبار أنّ ما يقدمونه هو محض إلهام ومحاكاة متصنعة لا يقدمون القدوة الجيدة للناشئة. يقول:" الشاعر شيء خفيف، شيء مجنح، شييء مقدس، لم يتوصل بعد إلى الخلق حتى يصبح الذي يسكنه إلها ويفقد رأسه فلا يعود ذهنه ملكا له". ومن هذه النظرة المتعالية ولدت النظرة الدونية اتجاه الشعر والشعراء. لكن ذلك لم يعف أفلاطون من من الاستعانة في محاوراته بالشعر والحكايات والقصص والملاحم والأساطير والأمثال.

وقد تغلغلت هذه هذه المقولة في ثنايا الفكر الفلسفي، وظلت الفلسفة محافظة على تعاليها؛ باعتبارها تقدم تصورا عقلانيا وموضوعيا عن الوجود بواسطة منهج تحليلي صارم. في حين يجنح الخطاب الأدبي نحو الخيال وإظهار الانفعالات والاهتمام بالجانب الشكلي بغاية تحقيق المتعة. بينما تتمثل غاية الخطاب الفلسفي في البحث عن الحقيقة وتفسير ظواهر الوجود والبحث في عللها.

وإذا عرجنا على الثقافة الإسلامية فسنلاحظ الانفصال بين حقلي الفلسفة والأدب، مع احتفاظ الشعر بالأفضلية، لكن هذا لم يمنع تبادل التأثير والتأثر بين الحقلين؛ إذ وجدنا استعانة الفلاسفة بالشعر والأدب، ومنهم من قرض الشعر، والأمر ذاته بين لدى الأدباء، فوجدناهم يطلقون لقب أديب الفلاسفة وفيلسوف الأدباء على أبي حيان التوحيدي، ولقب فيلسوف الشعراء وشاعر الفلاسفة على أبي العلاء المعري.

الأدب والفلسفة وما بعد الحداثة:

غير أن توثق الصلات والوشائج بين الأدب والفلسفة لم يتم بصورة ملموسة إلا مع فلاسفة ما بعد الحداثة؛ ذلك أن النظرة التي تبنوها قامت على تحطيم الثنائيات( الروج والجسد، المعنى والمبنى، الفرد والمجتمع، الحرية والحتمية...)

وهكذا عنيت ما بعد الحداثة بالأدب بصورة خاصة، وانتفضت على كثير من المعايير العقلانية الصارمة، التي يوليها المنهج الفلسفي اهتماما خاصة. ويمكن تلمس ذلك في كتابات جيل دولوز مثلا في "حوارات في الفلسفة والأدب والتحليل النفسي والسياسة"، أو لدى جاك دريدا في كتابه " الغراماتولوجيا" أو "علم الكتابة". بل إن كتاب رولان بارث "هسيس اللغة" هو تجسيد لهذا التداخل ولسقوط الحواجز بين الأدبي و الفلسفي. وكان من نتائج ذلك:

_ ظهور فكر فلسفي أدبي.

_ إعادة الاعتبار الابستمولوجي للأدب.

_ تراجع الحدود بين الأدب والفلسفة.

وبسبب هذا التداخل برزت أسئلة جديدة على الساحة الفكرية حول:

_ أدبية الفلسفة؟

_ المحتوى الفلسفي للأدب.

_ أيهما أقدر على تناول القضايا القضايا المعرفية والجمالية والميتافيزيقية والأخلاقية؟

_ قضية الأشكال الأدبية للفلسفة.

_ قضية الأشكال الفلسفية للأدب.

نماذج من الأدب الفلسفي:

_ نماذج من الأدب الفلسفي العالمي:

_ أغسطينوس De magestro (ق4قم)

_ رسالة الغفران لأبي العلاء المعري (ق4ه)

_ ابن طفيل لحي بن يقظان(ق12ه)

_ دانتي الأليغيري:الكوميديا الإلهية

_ فولتير: كانديد (1759)

_ تولستوي: الحرب والسلام (1869)

_ نيتشة : هكذا تكلم زرادشت (1885)

_ ت.س إليوت: الأرض اليباب (1922)

_ توماس مان: الجبل السحري (1924).

سابقسابقمواليموالي
استقبالاستقبالاطبعاطبعتم إنجازه بواسطة سيناري (نافذة جديدة)