المحور الأول: الإعجاز الصوتي

3_ التكرار:

هو ظاهرة من الظواهر البلاغية التي شهدها القرآن الكريم وكانت من محاسن الفصاحة فيه، والتكرار وما يحدثه من نفور وإطناب في الفنون الأدبية شعرها ونثرها هو نفسه الذي يعد ضربا من الإعجاز في القرآن لما له من موسيقى عذبة تستحسنها النفس وتميل إليه الأذهان. فتكرار الصوت يضفي بعدا موسيقيا يعد مكونا للبنية الصوتية داخل التركيب اللساني.

والتكرار في القرآن الكريم شمل الأصوات والتراكيب والقصص ولكل منها دلالتها الخاصة، ومايعنينا في موضعنا هذا تكرار الأصوات. ومن أمثلته ما جاء في تكرار صوت الراء إذ يعتبر صوت "تكراري انفجاري مجهور، فهو يؤلف صورا مشحونة بالعنف والشدّة غالبا، ومن تلك الصور التكرارية ما ورد في قوله تعالى "فالمدبرات أمرا يوم ترجف الراجفة تتبعها الرادفة قلوب يومئذ واجفة أبصارها خاشعة يقولون أإنا لمردودون في الحافرة" النازعات 5_10. فتكرار صوت الرّاء هنا عكس المشهد المخيف لحال الناس يوم القيامة وأهوالها.

ودلالة التكرار في القرآن الكريم سواء أكانت أصواتا أم تراكيبا أو ألفاظا فإنها تهدف إلى التوكيد أو التهويل والإنذار، التصوير وغيرها من الدلالات ذات الأثر البالغ في تحقيق الأغراض البلاغية.

سابقسابقمواليموالي
استقبالاستقبالاطبعاطبعتم إنجازه بواسطة سيناري (نافذة جديدة)