1_ إيحاء الصوت بالمعنى:
ويراد به أن يدل جرس الصوت على المعنى وقد اعتمد المفسرون على تمييز المعنى من خلال صفات الصوت ومخارجه. فمثلا كلمة "ضيزى" في قوله تعالى "ألكم الذكر وله الأنثى تلك إذا قسمة ضيزى" النجم 21_22، هناك من عالجها في تفسيره وقال بأنه لا يعرف معنى ضيزى ولكن وقع أصواتها وغرابة لفظها توحي بمعناها. فهذه اللفظة الغريبة عبّرت بأحسن صورة عن المعنى" ولا يكون حسنها على غرابتها إلا أنها تؤكد المعنى الذي سيقت له بلفظها وهيئة منطقها، فكأن في تأليف حروفها معنى حسيا وفي تآلف أصواتها معنى مثله في النفس".
وقد يكون الصوت مفردا كما هو الحال في كلمة تلظّى في قوله سبحانه "فأنذرتكم نارا تلظّى" الليل 14. صوت الظاء يبعث على الشعور بالخوف، فحتى من لم يدرك معنى تلظى يكفيه أن يسمعها ليستشعر بحدّة الموقف وشراسته.
وغير هذه الأمثلة كثير مما أدّى الصوت فيها دورا بارزا في تحديد المعنى وتوجيهه، فالصّوت له مكانته المهمة في البناء اللغوي.