المحور الأول: الإعجاز الصوتي

2_ الإيقاع:

ويراد به تلك الموسيقى التي يبعثها تسلسل الأصوات في الكلمة القرآنية مفردة كانت أو مجتمعة مكونة تركيبا لغويا هادفا يحمل العديد من المعاني بين الترغيب والترهيب. "فاللغة العربية لغة موسيقية فنيّة، وتبدو موسيقيتها في اختلاف مخارج الحروف، واختلاف صفاتها، واختلاف حركاتها وسكناتها، كما تبدو في اختلاف الكلمات من حيث جرسها ونغماتها، وفي اختلاف العبارات من حيث إيقاعها". فمخارج الأصوات وحركاتها وغناتها ومداتها تنسج إيقاعا موسيقيا مؤثرا يجذب النفس البشرية إليه، فالعرب منذ نزوله أدركت أذنهم ذلك الوقع الحسّي الذي يتميز به فيبعث راحة نفسية تميل إليه النفس.

والإيقاع الموسيقي في القرآن الكريم يتألف من عدّة عناصر هي:

1_ من مخارج الحروف في الكلمة الواحدة.

2_ من تناسق الإيقاعات بين كلمات الفقرة.

3_ من اتجاهات المدّ في الكلمات.

4_ من اتجاهات المدّ في نهاية الفاصلة المطردة في الآيات.

5_ من حرف الفاصلة ذاته.

وقد يأتي الإيقاع الموسيقي على شكل دعاء وأمثلته كثيرة في القرآن الكريم نذكر منها " ربّنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النّار ربّنا إنّك من تدخل النّار فقد أخزيته وما للظالمين من أنصار ربّنا إنّنا سمعنا مناديا ينادي للإيمان أن آمنوا بربّكم فآمنّا ربّنا فاغفر لنا ذنوبنا وكفّر عنّا سيّئاتنا وتوفّنا مع الأبرار ربّنا وآتنا ما وعدتّنا على رسلك ولا تُخزنا يوم القيامة إنّك لا تخلف الميعاد" آل عمران 191_194 .

سابقسابقمواليموالي
استقبالاستقبالاطبعاطبعتم إنجازه بواسطة سيناري (نافذة جديدة)