مفهوم المجتمع الدولي

المجتمع الدولي هو مجموعة من الأشخاص القانونية الدولية المتمتعة بالحقوق والالتزام بالواجبات في النطاق الدولي.

تمييز المجتمع الدولي عن المفاهيم المشابهة

- القانون الدولي العام يستهدف دراسة القواعد القانونية التي تسري على المجتمع الدولي، وهو يشكل إلى حد ما انعكاسا لتركيب هذا المجتمع والتيارات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تمارس تأثيرها عليه ولذلك والحالة هذه أن نبدأ بدراسة تركيب هذا المجتمع وطبيعة هذه العوامل المختلفة التي تؤثر عليه قبل أن ننتقل إلى دراسة القواعد القانونية التي انبثقت عنها. وهذا هو الأسلوب الوحيد الذي يضمن لنا تفهم هذه القواعد تفهما صحيحا عن طريق ربطها بالواقع الملموس.

2- المجتمع الدولي لا يشكل إطارا جامدا يتمتع بذات الخصائص والمواصفات الثابتة ويحافظ عن ذات التركيب منذ نشوئه، بل هو في تطور وحركة مستمرين وقد تعرض وما زال يتعرض حتى يومنا هذا إلى سلسلة من التغيرات الكمية والنوعية تتفاوت من حيث الشدة وفقا لطبيعة القوى التي تمارس تأثيرها عليه، وهذه التغيرات تؤثر بدورها على قواعد القانون الدولي العام فتلغي بعض القواعد القانونية الدولية القديمة وتعدل أخرى وتظهر قواعد جديدة تنسجم مع طبيعة هذه التغيرات مثل التعديلات التي وقعت على اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار لسنة 1982 بجامايكا.

3- دراسة موضوع المؤسسات الدولية تتعلق بتركيب المجتمع الدولي المعاصر ، أي أشخاص القانون الدولي أو الكيانات القانونية الأخرى التي يتكون منها هذا المجتمع ، إذ أن المجتمع الدولي يتكون أساسا من دول ذات سيادة، فالدول تمثل الشخص القانوني الأساسي للمجتمع الدولي المعاصر وإلى جانب الدول توجد المنظمات الدولية، وهي عبارة عن تنظيم إجتماعي يضم مجموعات من الدول أحدثت بإرادة هذه الدول على أساس اتفاقية دولية تحدد أهداف المنظمة وتتمتع في المجتمع الدولي بعدد من الصلاحيات الخاصة تتفاوت حسب طبيعة المنظمة وحجمها وأهدافها. وقد انتشرت المنظمات الدولية وتعددت أهدافها في السنوات الأخيرة وأصبحت تشكل عاملا هاما من عوامل تطوير المجتمع الدولي والقانون الدولي.

4- إلى جانب هذا ثمة عدد من الكيانات والجماعات التي لا تشكل دولة بالمعنى القانوني ولكنها تتمتع بصلاحيات محدودة في المجتمع الدولي، ينظمها القانون الدولي العام، هذه الجماعات مثل الثوار والمحاربون ثم حركات التحرر الوطني. ثم هناك قضية الأفراد وعلاقتهم بالمجتمع الدولي مع العلم أن الفرد لا يتمتع ضمن المجتمع الدولي بصلاحيات دولية منفصلة وأن القانون الدولي لا يطبق عليه إلا من خلال الدولة التي ينتمي إليها إلا في حالات حماية حقوق الإنسان على المستوى الدولي وأوضاع الشركات المتعددة الجنسيات، جرائم الحرب، ففي هذه الحالات يتمتع الأفراد ببعض الصلاحيات الخاصة في المجتمع الدولي دون المرور بقناة الدول فتخضع بعض الحالات للقانون الدولي مباشرة من حيث الحقوق والواجبات.

- الشخصية الدولية :

لا يمكن أن يكتسب أي كيان وصف العضو في المجتمع الدولي إلا بعد اكتسابه للشخصية الدولية، التي تعني أن لهذا الكيان حقوق وعليه واجبات "الأهلية" في ظل النظام القانوني الدولي وهذا يعني أن يكون هذا الكيان قادرا على إنشاء قواعد قانونية دولية بواسطة التراضي مع غيرها من الكيانات المماثلة على إنشاء هذه القواعد وأن يكون هذا الكيان من المخاطبين بأحكام القواعد القانونية الدولية، بمعنى أن تكون له أهلية الأداء وأهلية الوجوب أي أهلية التمتع بالحقوق وأهلية الالتزام بالواجبات.

استقبالماهية المجتمع الدولي > مفهوم المجتمع الدولي<سابقموالي >