خاتمة
في الختام يتجلى التكامل بين قضايا ومصادر الأدب الصوفي وبين جمالياته؛ فالقضايا التي نقلها بعض الشعراء إلى الأدب الصوفي العربي كقضية "وحدة الوجود"، "الحلول والاتحاد"، "الحقيقة المحمدية"، تعود في مجملها إلى مصادر ومنابع غربية، كالمصدر اليهودي والنصراني، المصدر الهندي، المصدر اليوناني، باستثناء قضية "العشق الإلهي" التي تعتبر ذات مصدر إسلامي. ولقد انعكست هذه القضايا على مضامين ولغة وأسلوب الشعراء المتصوفة، فأكسبتها جماليات ودلالات وتجارب رمزية متميزة ارتقت بالخطاب الأدبي من مستوى الوصف إلى مستوى التعالق الوجداني والذوبان في عوالم نورانية خارجة عما ألفته الذائقة الشعرية العربية.