الازدواجية اللغوية

اللغة العربية/ اللغة الأمازيغية

يعدّ هذا النّوع من الازدواج من أشهر أنواع الازدواج اللّغوي الموجود في الجزائر، على الرغم من أنّه لم يكن ظاهر للعيان، بحكم التّعايش السّلمي الذي كان بين اللغتين العربية والأمازيغية؛ "فلم يكن السّكان ذووا الأصول العربية هم وحدهم الذين يتكلمون العربية، ولكن أيضا السّكان ذووا الأصول الأمازيغية الذين كانوا يشكلون أغلبية سكان المدن _لا نتوفر إلى حدّ السّاعة على إحصائيات دقيقة تسمح بالجزم_ إنّ أغلب المؤلفين الذين كانوا يكتبون بالعربية كان أصلهم أمازيغيا ...أو نقلا أمازيغيا عربيا على أقل تقدير، ومن جهة ثانية فقد وجدت كذلك مجموعة من السّكان العرب الذين تمت أمزغتهم (Berberisés)، وبهذا المعنى يمكن القول أنّ الزوج اللّغوي (عربية/ أمازيغية) كان يجري العمل به على نطاق واسع منذ القرن الخامس عشر" 5[1]، إلّا أنّ اللغة العربية كانت، ولا تزال لغة المجالات الرّسمية، ولغة التعليم، ولغة استمدت شرعيتها من الدستور، بينما بقيت اللغة الأمازيغية، وإلى أمد بعيد لغة شرّعها التاريخ، لتصبح مؤخرا لغة شرعية دستورية كلغة وطنية 6[2].

وتجدر الإشارة هنا أنّ هذا النّوع من الازدواجية اللّغويّة ينتشر بكثرة في المناطق التي يتحدث سكانها باللغة الأمازيغية؛ لأنّ أغلب النّاطقين بالأمازيغية _إن لم نقل كلهم_ يتكلمون اللغة العربية، بحكم أنّها لغة التّعليم في جميع الأطوار التّعليمية في الجزائر، ولغة العبادة، بها يقرؤون كتاب الله 7[3]؛ فاللغة العربية بالنّسبة لهم ليست لغة للتواصل مع العرب فقط، بل هي بالنّسبة إليهم بمثابة لغة ثانية.

  1. 5

    عبد السلام الشدادي، من أجل بلوة ناجحة في ميدان اللغة، مجلة مقدمات، المغرب، ع7، 1999م، ص8، 9.

  2. 6

    ينظر: ربيحة وزان، أثر الواقع اللغوي للمجتمع الجزائري في تعليمية اللغة العربية الفصحى _دراسة اجتماعية_، ص28.

  3. 7

    ينظر: محمد العربي ولد خليفة، المسألة الثقافية وقضايا اللسان والهوية، ديوان المطبوعات الجامعية، الجزائر، (د. ط) 2003م، ص224.

سابقسابقمواليموالي
استقبالاستقبالاطبعاطبعتم إنجازه بواسطة سيناري (نافذة جديدة)