القاضي الجرجاني
تعرض "القاضي الجرجاني (ت392ه) لمسألة السرقات الشعرية في كتابه "الوساطة"، وقد كان يتحرج في إصدار الحكم بالسرقة ويقر بصعوبته، ويذكر أنه باب لا ينهض به إلا الناقد البصير ، وليس كل من تعرّض له أدركه . .
ولا يعدّ "القاضي الجرجاني" من السرق الصحيح إلا ما جمع اتفاق الألفاظ، وتساوي المعاني، وتماثل الأوزان، وأخرج من السرقات كلا من:
_ التوارد.
_ المعاني المشتركة بين الشعراء، من مثل تشبيه الحسن بالشمس والبدر، والكريم بالغيث والبحر، لأنها معان أولية يتداولها الجميع.
_ الاقتباس من القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف، والأمثال وأقوال الحكماء والفلاسفة، فكلها لا تدخل في باب السرق.
_ إذا أتى متقدم بمعنى مبتذل، ثم جاء متأخر فأخذ معناه ولفظه فإنه لا يُعدّ سارقا. وكذلك إذا جاء متقدم بمعنى أو صورة جميلة، ثم حاذاه المتأخر بمثل إحسانه، لا يعد عمله سرقة 04[1].

